كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ شِدَّةٌ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَعْدَهَا فَرْجًا , وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ : سَلاَمٌ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ ، قَالَ : {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ : فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ , إِنَّمَا كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعَرِّضُ بِكُمْ ، وَيَحُثُّكُمْ عَلَى الْجِهَادِ.
قَالَ زَيْدٌ : قَالَ أَبِي : فَإِنِّي لَقَائِمٌ فِي السُّوقِ ، إِذْ أَقْبَلَ قَوْمٌ مُبَيَّضِينَ ، قَدْ هَبَطُوا مِنَ الثَّنِيَّةِ ، فِيهِمْ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانَ يُبَشِّرُونَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلْتَ عَلَى عُمَرَ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَبْشِرْ بِنَصْرِ اللهِ وَالْفَتْحِ ، فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، رُبَّ قَائِلٍ لَوْ كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ.

الصفحة 38