كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الآخَرِ , وَإِنْ قَطَعْتِ الرَّأْسَ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ , فَابْدَأْ بِالرَّأْسِ, فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي , فَقَعَدَ إِلَى جَنْبِهِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ ، قَالَ : مَا أُرَانِي إِلاَّ مُسْتَعْمِلُك ، قَالَ : أَمَّا جَابِيًا فَلا , وَلَكِنْ غَازِيًا ، قَالَ : فَإِنَّك غَازٍ , فَوَجَّهَهُ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَمُدَّوهُ. قَالَ : وَمَعَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَعَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبٍَ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَالأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ : فَأَرْسَلَ النُّعْمَانُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ إِلَى مَلِكِهِمْ ، وَهُوَ يُقَالَ لَهُ : ذُو الْحَاجِبَيْنِ , فَقَطَعَ إِلَيْهِمْ نَهَرَهُمْ ، فَقِيلَ لِذِي الْحَاجِبَيْنِ : إِنَّ رَسُولَ الْعَرَبِ هَاهُنَا , فَشَاوَرَ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ ؟ أَقْعُدُ لَهُ فِي بَهْجَةِ الْمُلْكِ وَهَيْئَةِ الْمُلْكِ ، أَوْ أَقْعُدُ لَهُ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ ؟ قَالُوا : لاَ ، بَلَ اُقْعُدْ لَهُ فِي بَهْجَةِ الْمُلْك , فَقَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ ، وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ , وَقَعَدَ أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ سِمَاطَيْنِ , عَلَيْهِمَ الْقِرَطَةُ وَأَسَاوِرُةُ الذَّهَبِ وَالدِّيبَاجِ ، قَالَ : فَأَذِنَ لِلْمُغِيرَةِ ، فَأَخَذَ بِضَبْعِهِ رَجُلاَنِ ، وَمَعَهُ رُمْحُهُ وَسَيْفُهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَطْعُنُ بِرُمْحِهِ فِي بُسُطِهِمْ يُخْرِقُهَا لِيَتَطَيَّرُوا ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ ، وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ بَيْنَهُمَا : إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَصَابَكُمْ جُوعٌ وَجُهْدٌ ، فَجِئْتُمْ ، فَإِنْ شِئْتُمْ مِرْنَاكُمْ وَرَجَعْتُمْ.

الصفحة 9