كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 13)

قال السهيلي: وفي قتلها دليل لمن قال: تقتل المرتدة من النساء أخذًا بعموم قوله عليه السلام: "من بدل دينه فاقتلوه"، ولا حجة لمن زعم من أهل العراق أن لا يقتل المرتدة لنهيه عليه السلام عن قتل النساء والولدان (¬1).
(و) قسم (أموالهم بين المسلمين) القسمة الشرعية فخمس غنائمهم وقسمت للفارس ثلاثة أسهم: سهمان للفرس وسهم له، وهو أول فيء وقعت فيه السهمان وخمس (إلا بعضهم) بالنصب يعني: ثلاثة نفر من بني عمهم من هذيل، ثَعْلَبةَ بْنِ سَعْيةَ وَأُسَيدِ بْنِ سَعيةَ وأَسدِ بنِ عُبيد (¬2) (لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم) (¬3) بمد الهمزة أي جعلهم آمنين (وأسلموا) على يد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود المدينة كلهم بني) منصوب على البدلية (قينقاع) بفتح القاف وتسكين النون والأشهر فيها الضم، وكان بنو قينقاع أول من أخرج من المدينة وذكر الواقدي أن (¬4) إجلاءهم كان في شوال سنة اثنين يعني: بعد بدر بشهر ويؤيده ما روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشًا يوم بدر جمع يهود بني قينقاع، فقال: يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا، فقال: إنهم كانوا لا يعرفون القتال ولو قاتلتنا عرفت أنا الرجال، فأنزل الله {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ
¬__________
(¬1) "الروض الأنف" 3/ 444، وانظر: "السيرة الحلبية" 2/ 668.
(¬2) "الروض الأنف" 1/ 369، "الإصابة" 1/ 52، 1/ 403، و"تاريخ دمشق" 29/ 115. وفي كتب السيرة: بني هدل.
(¬3) ورد بعدها في الأصل: نسخة: فأمنهم.
(¬4) سقط من (ر).

الصفحة 45