كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 13)

(فوجدوا المسك) الذي لحيي فيها (¬1)، وفي هذِه الزيادة دليل على تقرير المتهم بالعقوبة ونحوها حتى يقر على ما أخفاه عن الأمير (فقتل) بفتح القاف والتاء، يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الشيخ قطب الدين في "المورد العذب" (¬2): فأمر به الزبير بن العوام فقال: عذبه حتى تستأصل من عنده الباقي، ثم دفعه إلى محمد ابن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة (¬3). كنانة بن الربيع (ابن أبي الحقيق) بضم الحاء وفتح القاف الأولى مصغر. وفي رواية البلاذري المتقدمة ابني (¬4) أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي ابن أخطب (¬5) بن سعية من بني إسرائيل من سبط هارون عليه السلام، وكان
¬__________
(¬1) "فتوح البلدان" 1/ 26.
(¬2) قال حاجي خليفة في "كشف الظنون" 2/ 1012: قطب الدين: عبد الكريم بن محمد (عبد الكريم بن عبد النور) الحنفي الحلبي المتوفى: سنة 735، خمس وثلاثين وسبعمائة وكتابه "المورد العذب الهني في الكلام على سيرة عبد الغني".
(¬3) تمام هذا السياق: وَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بكِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النّضِيرِ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَجَحَدَ أَنْ يَكُونَ يَعْرِفُ مَكَانَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إنّي رَأَيْت كِنَانَةَ يُطِيفُ بهذِه الخَرِبَةِ كُلّ غَدَاةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِكِنَانَةَ: "أَرَأَيْت إنْ وَجَدْنَاهُ عِنْدَك أَأَقْتُلُك؟ " قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَعْضَ كَنْزِهِمْ، ثُمّ سَأَلَهُ عَمّا بَقِيَ فَأَبَى أَنْ يُؤدِيَهُ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الزّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ فَقَالَ: عَذّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِلَ مَا عِنْدَهُ، فَكَانَ الزُّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدِ فِي صَدْرِهِ حَتّى أَشْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ. انتهى من "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 336، "تاريخ الطبري" 2/ 34.
(¬4) في (ر): ابن.
(¬5) "فتوح البلدان" 1/ 26.

الصفحة 55