كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 13)

ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء، كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (¬1) ليست على ظاهرها، وأنها متأولة عند جميعهم (¬2).
أما من قال بالجهة فقد تأول وأشبه ما فيه أن (في) بمعنى (على) كما قال الله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ} (¬3) أي: على (¬4) جذوع النخل.
وأما من يعتقد نفي الجهة (¬5) في حق الله تعالى فهو أحق بإزالة هذا الظاهر وإجلال الله تعالى عن ذلك، وقد حصل من هذا أن قول الجارية (في السماء) ليس على ظاهره باتفاق المسلمين وأن من (¬6) حمله على ظاهره [فهو] (¬7) من الضالين المضلين (¬8).
(قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه دليل على أن الكافر لا يصير مسلمًا إلا بالإقرار بالله تعالى وبرسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(¬1) الملك: 16.
(¬2) ليس الأمر كما ذكر المصنف، فالعلماء حملوا الآية على معنيين: أنها بمعنى فوق السماء أو بمعنى على السماء، وهذان المعنيان ليسا من باب التأويل المعروف عند المتكلمين وإنما هو ما تقتضيه اللغة.
(¬3) طه: 71.
(¬4) سقط من (ر).
(¬5) لفظ "الجهة" لم يأت في إثباتها أو نفيها نص كتاب أو سنة، وقد يستخدمها البعض في إثبات حق، وقد يستخدمه آخرون في إثبات بدعة، فالأولى ألا نتجاوز النصوص.
(¬6) من "المفهم" لأن المعنى لا يصح بدونها.
(¬7) السابق.
(¬8) الموجود في "المفهم" 2/ 144 - 145: فهو ضال من الضالين.

الصفحة 647