كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 13)

(عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يهادى) بفتح الدال [بين ابنيه] (¬1) ولمسلم (¬2): رأى شيخًا يهادى بين ابنيه. وفي رواية له (¬3): يمشي بين ابنيه متوكئًا عليهما. وهو بمعنى يهادى، وكان يفعل ذلك لضعفه بالكبر عن المشي (فسأل عنه فقالوا: نذر أن يمشي) لفظ مسلم: "فقال: مما شأن هذا؟ " قال ابناه: يا رسول الله، كان عليه نذر.
(فقال: إن الله لغنيٌّ عن تعذيب هذا نفسه) يعني: عن تكلفه المشي الذي لا يستطيعه فلم يكلفه. وخرجت هذِه العبارة عما تعارفناه بيننا من أن من استغنى عن شيء لم يلتفت إليه ولم يعبأ به، وكيف لا والله تعالى هو الغني الحميد وكل الموجودات تفتقر إليه، وظاهر هذا الحديث أنه عجز عن المشي في الحال، وفيما بعد كما في عجز الكبر، ولذلك لم يقل له النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال لأخت عقبة: "مرها فلتمش ولتركب". (و) لهذا (أمره أن يركب) ولم يأمره بالمشي (¬4) (¬5).
* * *
¬__________
(¬1) في (ر): أساسه.
(¬2) (1642).
(¬3) (1643).
(¬4) "المفهم" 4/ 617.
(¬5) بقي في الباب ثلاثة أحاديث أرقامها (3302، 3303، 3304) لم يعرج عليها المصنف ولم يشر إليها. وقد أشير في حاشية نشرة الرسالة للسنن 5/ 191 - 193 أن الثلاثة من رواية ابن العبد وابن داسة. وليست في رواية اللؤلؤي، فلعله سبب عدم إيراد المصنف لها، والله أعلم.

الصفحة 681