كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 13)

الإبل إذا راحت عظامًا ضروعها طوالًا أسنمتها (¬1) (في أفنيتهم) جمع فناء والتقدير: في أفنية دورهم، والفناء هو المتسع أمام الدار. قال في مسلم: فكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم.
(قال: فنَوَّموا) بفتح النون والواو المشددة. قال في "النهاية": هو مبالغة في ناموا (¬2) (ليلة) من الليالي (وقامت نسخة: فقامت (المرأة) توضحه رواية مسلم بلفظ: فانطلقت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل.
(فجعلت لا تضع يدها على بعير إلا رغا) أي: صوَّت، والرغاء بوزن غراب: صوت البعير.
(حتى أتت على العضباء. قال: فأتت) المرأة (على ناقة ذلول) وهي العضباء، وذَلول بفتح الذال من أبنية المبالغة أي: ذللها كثرة العمل، يقال: ناقة مذللة بينة الذل، ورجل ذليل: بيِّن الذل بضم الذال (مُجرَّسة) بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الراء وتخفيف السين المهملة أي: مجربة مدربة بالركوب والسير، والمجرس من الناس الذي قد جرب الأمور وخبرها، وكان هذِه الناقة قد جربت على ما دربت عليه من الصغر أو لما شملها (¬3) من بركة ركوب النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، قال: فركبتها. ولمسلم زيادة ولفظها: فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم، ونذرت لله.
(ثم جعلت لله) تعالى (إن نجاها الله) تعالى عليها (لتنحرنها) ظنت
¬__________
(¬1) رواه ابن جرير في "تفسيره" 17/ 170، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي 7/ 463.
(¬2) 5/ 202.
(¬3) في (ر): ولما يشملها.

الصفحة 693