كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 13)

أيش أنا حتى أمشى على طريق كمشبغا! كمشبغا فى مقام أستاذى، وكان بخدمة الوالد يومئذ أزيد من ثلاثمائة مملوك، ورأيت سماطه ومرتّباته تسعمائة رطل من اللحم فى كل يوم، وفى هذا كفاية فى التعريف بحال كمشبغا- رحمه الله.
وتوفّى قاضى القضاة ناصر الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله ابن عواض بن نجا بن أبى الثّناء محمود بن نهار بن مؤنس بن حاتم بن نيلى ابن جابر بن هشام بن عروة بن الزّبير بن العوّام- رضى الله عنه- المعروف بابن التّنسىّ [السكندرى] «1» المالكىّ، قاضى قضاة الإسكندرية، ثم الديار المصرية- بها- وهو قاض، فى أول شهر رمضان، وكان مشكور السيرة- رحمه الله- وهو والد القاضى بدر الدين محمد بن التّنسىّ الآتى ذكره.
وتوفّى الأمير سيف الدين قديد بن عبد الله القلمطاوىّ، أحد أمراء الطّبلخانات- بطّالا- بالقدس، فى شهر ربيع الأول، وكان من قدماء الأمراء، وولى نيابة الكرك فى بعض الأحيان.
وتوفّى الشيخ المعتقد المجذوب العجمى، المعروف بالزهورىّ «2» فى أول صفر، وكان شيخا عجميّا، وللناس فيه اعتقاد كبير لا سيما الملك الظاهر برقوق؛ فإنه كان له فيه اعتقاد كبير إلى الغاية.
أخبرنى بعض حواشى الملك الظاهر: أن الزهورىّ هذا كان إذا جلس عند الملك الظاهر برقوق وكلّمه يأخذ الملك الظاهر كلامه على سبيل المكاشفة، وكان يقيم عنده غالبا فى الدور السّلطانيّة عند الخوندات «3» ، ووقع له مع

الصفحة 10