كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}؟ قال: ألم تر إلى قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ (¬١). (ز)

٤٢٨٠١ - عن عروة بن الزبير، في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، قال: إن أغضباك فلا تنظر إليهما شَزَرًا، فإنّه أول ما يُعرَفُ غضبُ المرء بشدَّة نظرِه إلى مَن غضِب عليه (¬٢). (٩/ ٢٩١)

٤٢٨٠٢ - عن عروة بن الزبير -من طريق هشام بن عروة- في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، قال: يَلِينُ لهما حتى لا يَمتَنِعَ من شيء أحَبّاه (¬٣) [٣٨٢٥]. (٩/ ٢٩١)

٤٢٨٠٣ - عن سعيد بن جبير، في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، يقول: اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفَظِّ الغليظ (¬٤). (٩/ ٢٩١)

٤٢٨٠٤ - عن عطاء بن أبي رباح -من طريق واصل الرقاشي- في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، قال: لا ترفع يديك عليهما إذا كلَّمتَهما (¬٥). (٩/ ٢٩١)

٤٢٨٠٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}: هكذا عُلِّمتُم، وبهذا أُمِرْتُم، خذوا تعليم الله وأدبه. ذُكِر لنا: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم وهو مادٌّ يديه، رافعٌ صوته، يقول: «من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه». ولكن كانوا يرون أنه مَن بَرَّ والديه وكان فيه أدنى تُقًى فإن ذلك مُبْلِغُه جسيم الخير (¬٦). (ز)

٤٢٨٠٦ - عن عمر بن شقيق، قال: سمعت عاصمًا الجحدري، يقرأ: (واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذِّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ). قال: كن لهما ذليلًا، ولا تكن لهما ذَلولًا (¬٧) [٣٨٢٦]. (ز)
---------------
[٣٨٢٥] لم يذكر ابنُ جرير (١٤/ ٥٥٠ - ٥٥١) في معنى: {واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} سوى قول عروة بن الزبير، من طريق هشام بن عروة، وسعيد بن المسيب.
[٣٨٢٦] استدرك ابنُ جرير (١٤/ ٥٥٢) على قول عاصم مستندًا إلى القراءة قائلًا: «وعلى هذا التأويل الذي تأوَّله عاصم كان ينبغي أن تكون قراءته بضم الذّال، لا بكسرها».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥٥١.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٣) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ١٢٧، والبخاري في الأدب المفرد (٩)، وابن جرير ١٤/ ٥٥٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥٤٨ بمعناه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٦) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥٥٣.
(¬٧) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥٥٢.

الصفحة 117