كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

أهل فارس، فهم أولو بأس شديد، فتَحَصَّنَت بنو إسرائيل، وخرج فيهم بُختُنَصَّرَ يتيمًا مسكينًا، إنما خرج يستطعم، وتَلَطَّف حتى دخل المدينة، فأتى مجالسهم وهم يقولون: لو يعلم عدوُّنا ما قُذِف في قلوبنا من الرُّعب بذنوبنا ما أرادوا قتالنا. فخرج بُختُنَصَّرَ حين سمِع ذلك منهم، واشتدَّ القيام على الجيش، فرجعوا، وذلك قول الله: {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد} الآية. ثم إنّ بني إسرائيل تَجَهَّزوا، فغَزَوا النَّبَطَ، فأصابوا منهم، واستنقذوا ما في أيديهم، فذلك قول الله: {ثم رددنا لكم الكرَّة عليهم} الآية (¬١). (٩/ ٢٥١) (ز)

٤٢٤٤٤ - عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي أيوب- في قوله: {لَتُفسِدُنَّ في الأرض مرتين}، قال: الأولى قتلُ زكريا، والآخرة قتل يحيى (¬٢). (٩/ ٢٥٢)

٤٢٤٤٥ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لَتُفسِدُنَّ في الأرض مرتين}، قال: هذا تفسير الذي قبله (¬٣). (٩/ ٢٥١)

٤٢٤٤٦ - عن عطية العوفي، في قوله: {لتفسدن في الأرض مرتين}، قال: أفسَدوا في المرة الأولى فأرسل الله عليهم جالوتَ فقتلهم، وأفسَدوا المرة الثانية فقتَلوا يحيى بن زكريا، فبعث الله عليهم بُختَنَصَّرَ (¬٤). (٩/ ٢٥٢)

٤٢٤٤٧ - قال قتادة بن دعامة: إفسادهم في المرة الأولى ما خالفوا مِن أحكام التوراة، وعصوا ربهم، ولم يحفظوا أمر نبيهم موسى - عليه السلام -، وركِبوا المحارم، وتعدوا على الناس (¬٥). (ز)

٤٢٤٤٨ - تفسير إسماعيل السُّدِّيّ في قوله: {لتفسدن في الأرض مرتين}: يعني: لتهلكن في الأرض مرتين (¬٦). (ز)

٤٢٤٤٩ - قال مقاتل بن سليمان: {لتفسدن} لتهلكن {في الأرض مرتين} فكان بين الهلاكين مائتا سنة وعشر سنين (¬٧). (ز)

٤٢٤٥٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كان مِمّا أنزل الله على موسى في خبره عن بني إسرائيل، وفي إحداثهم ما هم فاعلون بعده، فقال:
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٤٥٦، ٤٥٧.
(¬٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦٤/ ٢١١.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٥) تفسير الثعلبي ٦/ ٨٤، وتفسير البغوي ٥/ ٧٩.
(¬٦) علَّقه يحيى بن سلام ١/ ١١٥.
(¬٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥٢١.

الصفحة 37