كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

٤٢٥٤٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}: يعني: قول الإنسان: اللهم، العنه، واغضب عليه. فلو يعجل له ذلك كما يعجل له الخير لهلك. قال: ويقال: هو {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما} [يونس: ١٢] أن يكشف ما به من ضر. يقول -تبارك وتعالى-: لو أنّه ذكرني، وأطاعني، واتبع أمري عند الخير كما يدعوني عند البلاء؛ كان خيرًا له (¬١). (ز)

٤٢٥٤٥ - عن الحسن البصري، في قوله: {ويدعُ الإنسان بالشر دعاءه بالخير}، قال: يغضب أحدهم، فيسبُّ نفسَه، ويسب زوجته وماله وولده، فإن أعطاه الله ذلك شقَّ عليه، فيمنعُه ذاك، ثم يدعو بالخير فيعطيه (¬٢). (٩/ ٢٦٦)

٤٢٥٤٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: {ويدعُ الإنسان بالشر دعاءه بالخير}، قال: ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته، يَعجَلُ فيدعو عليه، لا يُحِبُّ أن يُصِيبَه (¬٣). (٩/ ٢٦٦)

٤٢٥٤٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}: يدعو على ماله، فيلعن ماله وولده، ولو استجاب الله له لأهلكه (¬٤). (ز)

٤٢٥٤٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ويدع الإنسان بالشر} على نفسِه، يعني: النضر بن الحارث حين قال: {ائتنا بعذاب أليم} [الأنفال: ٣٢]، {دعاءه بالخير} كدعائه بالخير لنفسه (¬٥). (ز)

٤٢٥٤٩ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير}: يدعو بالشرِّ على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} [يونس: ١١]: لأمات الذي يدعو عليه (¬٦). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥١٢ - ٥١٣.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٥١٣.
(¬٤) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ١١٩ من طريق سعيد، وعبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧٤ من طريق معمر بلفظ: يدعو على نفسه بما لو استجيب له هلك، أو على خادمه أو على ماله، وابن جرير ١٤/ ٥١٣.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥٢٣.
(¬٦) تفسير يحيى بن سلام ١/ ١١٩.

الصفحة 69