كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

الَّذِي أسْرى بِعَبْدِهِ مِنَ اللَّيْلِ مِنَ المَسْجِدِ الحَرامِ إلى المَسْجَدِ الأَقْصى) (¬١). (٩/ ١٣٩)

تفسير الآية:

{سُبْحَانَ}

٤٢٣٥٦ - عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}. قال: {سبحان} تنزيه الله تعالى، {الذي أسرى} بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ثم ردَّه إلى المسجد الحرام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
قلت له لما علا فَخرُهُ ... سبحان مِن عَلقَمةَ (¬٢) الفاخِرِ (¬٣). (٩/ ١٣٩)

٤٢٣٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: {سبحان}، يعني: عجب (¬٤) [٣٧٧٧]. (ز)
---------------
[٣٧٧٧] قال ابنُ جرير (١٤/ ٤١١ - ٤١٢): «وللعرب في التسبيح أماكن تستعمله فيها: فمنها الصلاة، كان كثيرٌ من أهل التأويل يتأولون قول الله: {فلولا أنه كان من المسبحين} [الصافات: ١٤٣]: فلولا أنّه كان من المصلين. ومنها الاستثناء، كان بعضهم يتأول قول الله تعالى: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} [القلم: ٢٨]: لولا تستثنون، وزعم أنّ ذلك لغة لبعض أهل اليمن، ويستشهد لصحة تأويله ذلك بقوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون} [القلم: ١٧ - ١٨]، قال: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} [القلم: ٢٨]، فذكَّرهم تركهم الاستثناء. ومنها النور، وكان بعضهم يتأول في الخبر الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لولا ذلك لأحرقت سُبُحات وجهه ما أدركت من شيء» أنه عنى بقوله: «سبحات وجهه»: نور وجهه».
_________
(¬١) الأثر عند ابن جرير ١٤/ ٤١٣ دون إسناد.
و (مِنَ الَّليْلِ) قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن مسعود. انظر: البحر المحيط ٦/ ٥.
(¬٢) قال ابن جرير في تفسيره ١/ ٥٠٤: «يريد سبحان الله من فخر علقمة، أي: تنزيهًا لله مِمّا أتى علقمة مِن الافتخار. على وجه النَّكير منه لذلك».
(¬٣) أخرجه في مسائل نافع (٢٤٥). وعزاه السيوطي إلى الطستي.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥١٣.

الصفحة 7