كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

٤٢٦٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، يقول: لا تحمل نفسٌ خطيئةَ نفسٍ أخرى (¬١). (ز)

٤٢٦٢٧ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}: لا يحمل أحدٌ ذنبَ أحد (¬٢) [٣٨٠٩]. (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٤٢٦٢٨ - عن عائشة، قالت: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ولدان المسلمين، أين هم؟ قال: «في الجنة». وسألته عن ولدان المشركين، أين هم؟ قال: «في النار». قلت: يا رسول الله، لم يُدركِوا الأعمالَ، ولم تجرِ عليهم الأقلام! قال: «ربكِ أعلم بما كانوا عاملين، والذي نفسي بيده، لئن شئتُ أسمعتُكِ تَضاغِيَهم (¬٣) في النار» (¬٤). (٩/ ٢٧٦)
---------------
[٣٨٠٩] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٥٢): «وبهذه الآية نزعت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - في الرد على مَن قال: إنّ الميت يعذب ببكاء الحي عليه. ونكتة ذلك المعنى: إنما هي أن التعذيب إنما يقع إذا كان البكاء مِن سُنَّة الميت وتَسَبُّبِه، كما كانت العرب تفعل».
وقال ابنُ كثير (٨/ ٤٤٥)، فقال: «لا منافاة بين هذا وبين قوله: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} [العنكبوت: ١٣]، وقوله: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} [النحل: ٢٥]؛ فإن الدعاة عليهم إثم ضلالهم في أنفسهم، وإثم آخر بسبب ما أضلوا مَن أضلوا مِن غير أن ينقص من أوزار أولئك، ولا يحملوا عنهم شيئًا، وهذا من عدل الله ورحمته بعباده».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥٢٥.
(¬٢) تفسير يحيى بن سلام ١/ ١٢٣.
(¬٣) تضاغيهم: صياحهم وبكاؤهم. النهاية (ضغا).
(¬٤) أخرجه أحمد ٤٢/ ٤٨٤ (٢٥٧٤٣) مختصرًا، والحارث في مسنده ٢/ ٧٥٧ (٧٥٣) واللفظ له، والثعلبي ١٠/ ٧٧.
قال ابن عدي في الكامل ٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩ (٣٠١) في ترجمة بهية مولاة القاسم: «ولبهية هذه عن عائشة غير هذا الحديث، ولم يرو عن بهية غير أبي عقيل يحيى بن المتوكل، وليس أحاديثه بالكثيرة، وإنما يروي مقدار خمسة أو ستة أو سبعة، وأحاديثه ليست منكرة». وقال ابن عبد البر في الاستذكار ٣/ ١١٢: «أبو عقيل ضعيف متروك». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٤٤١ - ٤٤٢ (١٥٤١): «هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: يحيى بن المتوكل يروي عن بهية أحاديث منكرة». وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة ٢/ ١٠٩٣: «هذا الحديث قد ضعّفه جماعة من الحفاظ». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٢١٧ (١١٩٤١): «رواه أحمد، وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، ضعفه جمهور الأئمة أحمد وغيره، ويحيى بن معين، ونقل عنه توثيقه في رواية من ثلاثة». وقال ابن حجر في الفتح ٣/ ٢٤٦: «وهو حديث ضعيف جدًّا؛ لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية، وهو متروك». وقال الألباني في الضعيفة ٨/ ٣٦٧ (٣٨٩٨): «موضوع».

الصفحة 84