كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

٤٢٦٢٩ - عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن أولاد المشركين. فقال: «الله أعلمُ بما كانوا عاملين» (¬١). (٩/ ٢٧٧)

٤٢٦٣٠ - عن عبد الله بن عباس، قال: كنت أقول في أطفال المشركين: هم مع آبائهم. حتى حدثني رجل مِن أصحاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، أنّه سُئل عنهم، فقال: «ربهم أعلم بهم، هو خلقهم، وهو أعلم بهم وبما كانوا عاملين». فأمسكت عن قولي (¬٢). (٩/ ٢٧٦)

٤٢٦٣١ - عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني الصَّعب بن جَثّامة، قال: قلتُ: يا رسول الله، إنّا نُصيبُ في البَيات (¬٣) مِن ذراري المشركين؟ قال: «هم منهم» (¬٤). (٩/ ٢٧٥)

٤٢٦٣٢ - عن حسناء -ويقال: خنساء- بنت معاوية الصُّرَيمية، عن عمها، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «النَّبيُّ في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد (¬٥) في الجنة» (¬٦). (٩/ ٢٧٥)

٤٢٦٣٣ - عن أنس بن مالك، قال: سألنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين. فقال: «هم خَدَم أهل الجنة» (¬٧) [٣٨١٠]. (٩/ ٢٧٦)
---------------
[٣٨١٠] اختُلِف فيمن مات من أولاد المشركين صغيرًا على أربعة أقوال: الأول: أنهم في الجَنَّة؛ لحديث سمرة بن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في جملة ذلك المنام حين مرَّ على ذلك الشيخ تحت الشجرة وحوله ولدان، «فقال له جبريل: هذا إبراهيم - عليه السلام -، وهؤلاء أولاد المسلمين، وأولاد المشركين». والثاني: أنهم في النار؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «هم مع آبائهم». والثالث: التوقف في أمرهم. والرابع: أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات؛ فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيهم بسابق السعادة، ومَن عصى دخل النار، وانكشف علم الله به بسابق الشقاوة.
ومالَ ابنُ كثير (٨/ ٤٥٥) إلى القول الرابع، فقال: «وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض، وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عن أهل السنة والجماعة، وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد».
_________
(¬١) أخرجه البخاري ٢/ ١٠٠ (١٣٨٤)، ٨/ ١٢٣ (٦٥٩٨)، ومسلم ٤/ ٢٠٤٩ (٢٦٥٩)، ويحيى بن سلام في تفسيره ٢/ ٦٥٧.
(¬٢) أخرجه أحمد ٣٤/ ٣٠٥ (٢٠٦٩٧)، ٣٨/ ٤٦٩ (٢٣٤٨٤).
قال ابن عبد البر في التمهيد ١٨/ ١٢٦ بعد ذكره لعدد من الأحاديث منها هذا: «أحاديث هذا الباب من جهة الإسناد صحاح ثابتة عند جميع أهل العلم بالنقل». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٢١٨ (١١٩٤٤): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٢/ ٥٢١ (٢٠٢٧): «رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل بسند صحيح».
(¬٣) بيات العدو وتبييتهم: هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة. النهاية (بيت).
(¬٤) أخرجه البخاري ٤/ ٦١ (٣٠١٢، ٣٠١٣)، ومسلم ٣/ ١٣٦٥ (١٧٤٥).
(¬٥) الوَئِيدُ: الموءود، فعيل بمعنى مفعول. النهاية ٥/ ١٤٣.
(¬٦) أخرجه أحمد ٣٤/ ١٩٠ (٢٠٥٨٣)، ٣٤/ ١٩٢ (٢٠٥٨٥)، ٣٨/ ٤٥٩ (٢٣٤٧٦)، وأبو داود ٤/ ١٧٥ (٢٥٢١).
قال المزي في تهذيب الكمال ٣٥/ ١٥١ (٧٨١٤): «حسناء بنت معاوية بن سليم الصريمية، ويقال: خنساء». وقال ابن حجر في الفتح ٣/ ٢٤٦: «إسناده حسن». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٧/ ٢٨٠ (٢٢٧٦): «حديث صحيح».
(¬٧) أخرجه البزار في مسنده ١٤/ ٣٩ (٧٤٦٦)، والطبراني في الأوسط ٣/ ٢٢٠ (٢٩٧٢)، ٥/ ٢٩٤ (٥٣٥٥).
قال الطبراني في الموضع الأول: «لم يروه عن قتادة إلا مقاتل». وقال في الموضع الآخر: «لم يرو هذا الحديثَ عن مبارك بن فضالة إلا الحر بن مالك». وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة ٦/ ٣٠٠٧ (٦٩٨١): «المشهور عن يزيد بن سنان عن أنس بن مالك». وقال القرطبي في التذكرة ص ١٠٤٤: «ليس بالقوي». وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٤/ ٢٧٩: «لا أصل لهذا القول». وقال ابن كثير في تفسيره ٥/ ٥٩: «ضعيف». وقال ابن حجر في الفتح ٣/ ٢٤٦: «ضعيف». وقال المناوي في التيسير ١/ ٣٩٤: «بإسناد حسن». وقال الرباعي في فتح الغفار ٣/ ١٧٢٩ (٥٠٩٣): «إن كانت ضعيفة فبعضها يقوي بعضًا ... وما في معناها وما تواتر وشهدت به فطرة العقول من سعة رحمة الله تزداد قوة». وقال الألباني في الصحيحة ٣/ ٤٥٢ - ٤٥٣ (١٤٦٨): «الحديث صحيح عندي بمجموع هذه الطرق والشواهد».

الصفحة 85