كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 13)

٤٢٦٤٤ - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يؤتى يوم القيامة بأربعة؛ بالمولود، والمعتوه، ومَن مات في الفترة، والشيخ الهَرِم الفاني، كلُّهم يتكلم بحُجته، فيقول الربُّ -تبارك وتعالى- لِعُنُقٍ من جهنم: ابرُزِي. ويقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلًا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم. فيقول لهم: ادخلوا هذه. فيقول مَن كُتِب عليه الشقاء: يا ربِّ، أتُدخِلُناها ومنها كُنّا نَفِرُّ؟! قال: وأما مَن كتب له السعادة فيمضي، فيقتحم فيها، فيقول الربُّ تعالى: قد عايَنتُموني فعصيتُموني، فأنتم لرُسِلي أشدُّ تكذيبًا ومعصية. فيُدخِلُ هؤلاء الجنة، وهؤلاء النار» (¬١). (٩/ ٢٧٨)

٤٢٦٤٥ - عن عبد الله بن شدّاد: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل، فسأله عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغارًا، فوضع رأسه ساعة، ثم قال: «أين السائل؟». فقال: هأنذا، يا رسول الله. فقال: «إن الله -تبارك وتعالى- إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم، عجُّوا، فقالوا: اللهم ربنا، لم تأتِنا رُسُلك، ولم نعلم شيئًا. فأرسل إليهم ملَكًا، والله أعلم بما كانوا عاملين، فقال: إني رسول ربكم إليكم. فانطلقوا، فاتَّبَعوا حتى أتوا النار، فقال: إنّ الله يأمركُم أن تقتحموا فيها. فاقتحمت طائفة منهم، ثم أُخرِجوا من حيث لا يشعر أصحابهم، فجُعِلوا في السابقين المقربين، ثم جاءهم الرسول، فقال: إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار. فاقتحمت طائفة أخرى، ثم أُخرِجوا من حيث لا يشعرون، فجُعِلوا في أصحاب اليمين، ثم جاء الرسول، فقال: إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار. فقالوا: ربَّنا، لا طاقة لنا بعذابك. فأمر بهم، فجُمِعَت نَواصِيهم وأقدامُهم، ثم أُلقُوا في النار، واللهِ» (¬٢). (٩/ ٢٨١)

٤٢٦٤٦ - عن أبي صالح باذام -من طريق عمرو بن ميمون- قال: يُحاسَبُ يوم
---------------
(¬١) أخرجه البزار ١٤/ ١٠٤ (٧٥٩٤)، وأبو يعلى ٧/ ٢٢٥ (٤٢٢٤).
قال القرطبي في التذكرة ص ١٠٤١: «يضعفه من جهة المعنى: أن الآخرة ليست بدار تكليف، وإنما هي دار جزاء ثواب وعقاب. قال الحليمي: وهذا الحديث ليس بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين». وقال ابن القيم في طريق الهجرتين ص ٣٩٩: «هذه الأحاديث يشد بعضها بعضًا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها هو مذهب السلف والسنة، نقله عنهم الأشعري? في المقالات وغيرها». وقال ابن كثير في تفسيره ٥/ ٥٨: «أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح، كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يقوى بالصحيح والحسن». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٢١٦ (١١٩٣٧): «رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الفتح ٣/ ٢٤٦: «وقد صحّت مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة من طرق صحيحة». وأورده الألباني في الصحيحة ٥/ ٦٠٣ (٢٤٦٨).
(¬٢) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٣١٣ مرسلًا.

الصفحة 91