كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 13)

فدعا الحلاقَ فحلَق رأسي، قال: "هل تَجِدُ من نَسيكَةٍ؟ " قلت: لا. قال: "فصُمْ ثلاثةَ أيام، أو أطعِمْ ستةَ مساكين، بينَ كلِّ مسكينَينِ صاعٌ". قال: فنزلَت فيَّ خاصة، وللناس عامة (¬١).
قال أبو عُمر: أما الشيخُ الذي روَى عنه عطاءٌ الخُراسانيُّ بالكوفة هذا الحديث، فبعيدٌ أن يكون ابن أبي ليلى، وممكنٌ أن يكون عبد اللَّه بن مَعْقِل (¬٢) الكوفيّ، ولا يَبعُدُ أن يَلْقاه عطاءٌ، وهو الأشبَه عندي، واللَّهُ أعلم.
وقد مضى القول في معنى هذا الحديث ممهدًا مبسوطًا في باب حُميد بن قيس من هذا الكتاب (¬٣)، والحمدُ للَّه، وبه التوفيق (¬٤).
---------------
(¬١) أخرجه مسدّد بن مسرهد في مسنده كما في فتح الباري لابن حجر ٤/ ١٨، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير ١٩/ ١٣٦ (٣٠٠)، وأبو نعيم في الطبّ النبويّ (٥١٤).
وهو عند سعيد بن منصور في تفسيره (٢٨٩)، والطحاوي في أحكام القرآن (١٦٩٤)، وابن حزم في المحلّى ٧/ ٢١٥، والخطيب في الفقيه والمتفقّه ٢/ ٢٢٦ من طريق أبي عوانة، به. وإسناده صحيح.
(¬٢) في د ٣: "مغفل"، مصحّف.
(¬٣) سلف في الحديث الأول له كما سلف توضيح ذلك مرارًا.
(¬٤) في د ٣: "واللَّه الموفق للصواب".

الصفحة 126