كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 13)

ففي هذا الحديث أنه قال له: "انْحَرْ بَدَنَة". إذ قال: لا أجِدُ رقبةً. وهكذا روايةُ عطاء.
وذكَر البخاريُّ في "التاريخ"، قال (¬١): حدَّثنا ابنُ شَريك، قال: حدَّثني أبي، عن ليث، عن عطاء ومُجاهد، عن أبي هريرة، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أعتِقْ رَقَبةً". ثم قال: "انْحَرْ بَدَنةً". قال البخاريُّ: ولا يُتابَعُ عليه.
قال البخاريُّ (¬٢): وقال عارِمٌ، عن أبي عَوانة، عن إسماعيلَ بنِ سالم، عن مجاهد، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مثلَه.
حدَّثنا عبدُ الوارث بنُ سفيان، قال: حدَّثنا قاسمُ بنُ أصبَغ، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدٍ البِرتيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بنُ عبد الحميد، قال: حدَّثنا هُشَيمٌ، عن إسماعيل بن سالم، عن مجاهد: أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَر الذي أفْطَر يومًا في رمضانَ بكفارةِ الظِّهار.
وحدَّثنا عبدُ الوارث، قال: حدَّثنا قاسمٌ، قال: حدَّثنا البِرْتيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بنُ عبد الحميد، قال: حدَّثنا هُشَيمٌ، قال: أخبرنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرة، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مثلَه (¬٣).
---------------
(¬١) التاريخ الكبير ٦/ ٤٧٥ (٣٠٢٧). ليث: هو ابن سُليم. وعطاء: هو ابن أبي رباح.
(¬٢) التاريخ الكبير ٦/ ٤٧٥ (٣٠٢٧)، بلفظ: "أعتِقْ رقبةً، ثم صوم، ثم ستِّين مسكينًا" وقال محقِّقُه: "كذا في الأصل، ولعلّه كان: ثم ستون، أو هو: ثم صُمْ شهرين، ثم أطعم ستِّين مسكينًا. فسقطت الكلمات من الأصل، واللَّه أعلم". قلنا: والوجه الثاني أظهر، وهو الموافق لمقتضى الكلام. واللَّه أعلم.
عارمٌ: هو لقب محمد بن الفضل السدوسيّ، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد اللَّه اليشكُريّ.
(¬٣) أخرجه والذي قبله الدارقطني في السُّنن ٣/ ١٦٧ (٢٣٥٦)، والبيهقي في الكبرى ٤/ ٣٨٦ (٨٠٦٩) وإسناد الأول ضعيف لضعف يحيى: وهو ابن عبد الحميد الحِمّانيّ. هُشيم: هو ابن بشير الواسطي. وإسماعيل بن سالم: هو الأسَديّ، أبو يحيى الكوفي. وإسناد الثاني ضعيف أيضًا لضعف يحيى الحمّاني المذكور في الإسناد الأول، ولضعف ليث: وهو ابن أبي سُليم.

الصفحة 132