كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 13)

حدَّثنا عبدُ اللَّه بنُ محمد بنِ عبدِ المؤمن، قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ أحمدَ الخَلّال، قال: حدَّثنا عُبَيْدُ بن عبدِ الواحد البَزّار، قال: حدَّثنا أبو الجُماهِر محمدُ بنُ عثمان، قال: سمعتُ سعيدَ بن بشير يقول: عن قتادة، عن سعيدِ بن المسيِّب، أن الرجلَ الذي وقَع على أهلِه في رمضانَ في عهدِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سلمانُ بنُ صَخْر أحدُ بني بياضَة، فقال له النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تصَدَّقْ" (¬١).
قال أبو عُمر: أظنُّ هذا وهمًا؛ لأن المحفوظَ أنه ظاهرَ من امرأتِه، ثم وقَع عليها، لا أنه كان ذلك منه في رمضان (¬٢)، واللَّه أعلم.
---------------
(¬١) انفرد به المصنِّف. وسلمان بن صخر، يقال له أيضًا: سلمة بن صخر، كما ذكر المزِّيُّ وغيره، وقال: "وسلمة أصحُّ".
(¬٢) قال الحافظ ابن حجر في الفتح ١/ ٢٧٧ بعد أن أورد ما رواه المصنِّف هنا: "قلت: والسَّببُ في ظنِّهم أنه المُحتَرِق أنّ ظِهاره من امرأته كان في شهر رمضان، وجامع ليلًا كما هو صريح في حديثه، وأما المُحتَرِق ففي رواية أبي هريرة: أنَّه أعرابيٌّ، وأنه جامع نهارًا فتغايَرا؛ نعم اشتركا في قدْر الكفّارة، في الإتيان بالتمر وفي الإعطاء، وفي قول كلٍّ منهما: أعلى أفقرِ منّا؟ واللَّه أعلم"، وينظر: مجموع الروايات والأقوال الواردة في ذلك ما سلف في الحديث الأول لابن شهاب الزُّهري عن حميد بن عبد الرحمن.

الصفحة 133