كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 13)
باب الشين
شَرِيكُ بن عبدِ اللَّه بن أبي نَمِرٍ اللَّيثيُّ (¬١)
لمالك عنه حديثان؛ أحدُهما مرسَلٌ.
كان صالحَ الحديث. وهو في عِدادِ الشُّيوخ، ليس به بأسٌ. روَى عنه جماعةٌ من الأئمّة، منهم: سعيدُ بنُ أبي سعيد المَقْبريُّ، والثَّوْريُّ، ومالكُ بنُ أنس، ومحمد بنُ عمرِو بن علقمة، وأبو ضمْرة أنسُ بنُ عياض. وتوفّي سنةَ أربعٍ وأربعينَ ومئة.
[حديث أوَّلُ لشَرِيك بن عبدِ اللَّه بن أبي نَمِر] (¬٢)
مالكٌ (¬٣)، عن شريكِ بنِ عبدِ اللَّه بن أبي نَمِر، عن أنسِ بنِ مالكٍ أنّه قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللَّه، هلَكَت المواشي، وانقطَعَت السُّبُل، فادعُ اللَّه. فدَعا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمُطِرْنا من الجُمُعة إلى الجُمُعة. قال: فجاء رجلٌ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللَّه، تهدَّمتِ البيوت، وانقَطَعت السُّبُل، وهلَكَت المواشي. فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهمَّ ظُهورَ الجبال والآكام، وبُطُونَ الأودية، ومَنابتَ الشَّجَر". قال: فانْجابَت عن المدينةِ انْجِيابَ الثوب.
في هذا الحديث الفَزعُ إلى اللَّه، وإلى مَن تُرجَى دَعوتُه عند نُزول البلاء.
وفيه: أنَّ ذكرَ ما نزل ليسَ بشكوى إذا كانَ على الوجهِ المَذْكور.
وفيه: الدُّعاءُ في الاستسقاء.
وفيه: ما عليه بنو آدمَ من قِلّة الصَّبْر عندَ البلاء، ألا ترَى سرعةَ شَكْواهم
---------------
(¬١) تهذيب الكمال ١٢/ ٤٧٥ (٢٧٣٧) والتعليق عليه.
(¬٢) ما بين الحاصرتين منا، لقول المؤلف بعد هذا الحديث: حديث ثان لشريك بن أبي نمر.
(¬٣) الموطّأ ١/ ٢٦٥ (٥١٤).