كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 13)

الزَّمَانُ وَدُونَ قَوْلِهِ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَزَادَ فِيهِ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّهُ يُرِيدُ الْقَتْلَ فَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْإِشَارَةِ وَالنُّطْقِ فَحَفِظَ بَعْضُ الرُّوَاةِ مَا لَمْ يَحْفَظْ بَعْضٌ كَمَا وَقَعَ لَهُمْ فِي الْأُمُورِ الْمَذْكُورَةِ وَجَاءَ تَفْسِيرُ أَيَّامِ الْهَرْجِ فِيمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّ الْفِتَنَ ظَهرت فَقَالَ اما وبن الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلَا إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَهُ فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ فَيُفَكِّرُ هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِمَكَانِهِ الَّذِي هُوَ بِهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلَا يَجِدُ فَتِلْكَ الْأَيَّامُ الَّتِي ذِكْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ قَوْله وَقَالَ يُونُس يَعْنِي بن يزِيد وَشُعَيْب يَعْنِي بن أبي حَمْزَة وَاللَّيْث وبن أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَعْنِي أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ خَالَفُوا مَعْمَرًا فِي قَوْلِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ فَجَعَلُوا شَيْخَ الزُّهْرِيِّ حُمَيْدًا لَا سَعِيدًا وَصَنِيعُ الْبُخَارِيِّ يَقْتَضِي أَنَّ الطَّرِيقَيْنِ صَحِيحَانِ فَإِنَّهُ وَصَلَ طَرِيقَ مَعْمَرٍ هُنَا وَوَصَلَ طَرِيقَ شُعَيْبٍ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ وَكَأَنَّهُ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدَحُ لِأَنَّ الزُّهْرِيَّ صَاحِبُ حَدِيثٍ فَيَكُونُ الْحَدِيثُ عِنْدَهُ عَنْ شَيْخَيْنِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ اطِّرَادُهُ فِي كُلِّ مَنِ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي شَيْخِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي كَثْرَةِ الْحَدِيثِ وَالشُّيُوخِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَتْ رِوَايَةُ يُونُسَ وَمَنْ تَابَعَهُ أَرْجَحَ وَلَيْسَتْ رِوَايَةُ مَعْمَرٍ مَدْفُوعَةً عَنِ الصِّحَّةِ لِمَا ذَكَرْتُهُ فَأَمَّا رِوَايَةُ يُونُسَ فوصلها مُسلم كَمَا ذكرت من طَرِيق بن وَهْبٍ عَنْهُ وَلَفْظُهُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ وَقَدَّمَ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ عَلَى وَيُلْقَى الشُّحُّ وَقَالَ قَالُوا وَمَا الْهَرْجُ قَالَ الْقَتْلُ وَلَمْ يُكَرِّرْ لَفْظَ الْقَتْلِ وَمِثْلُهُ لَهُ مِنْ رِوَايَةِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ فَذَكَرَهُ مُقْتَصِرًا عَلَيْهِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ رِوَايَةِ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ بِلَفْظِ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ وَأَمَّا رِوَايَةُ شُعَيْبٍ فَوَصَلَهَا الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَنْهُ وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَل وَفِي رِوَايَة الكشميهمني الْعِلْمُ وَالْبَاقِي مِثْلُ لَفْظِ مَعْمَرٍ وَقَالَ فِي رِوَايَتَيْ يُونُسَ وَشُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَمَّا رِوَايَةُ اللَّيْثِ فَوَصَلَهَا الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بن صَالح عَنهُ بِهِ مثل رِوَايَة بن وهب واما رِوَايَة بن أَخِي الزُّهْرِيِّ فَوَصَلَهَا الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بن أَخِي الزُّهْرِيِّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَة وَلَفظه مثل لفظ بن وَهْبٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ وَهَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بِمِثْلِ حَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا وَيُلْقَى الشُّحُّ قُلْتُ وَسَاقَ أَحْمَدُ لَفْظَ هَمَّامٍ وَأَوَّلُهُ يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَيَقْتَرِبُ الزَّمَنُ وَقَدْ جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى زِيَادَةٌ فِي الْأُمُورِ الْمَذْكُورَةِ فَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ رَفَعَهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَتَهْلِكَ الْوُعُولُ وَتَظْهَرَ التُّحُوتُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا التُّحُوتُ وَالْوُعُولُ قَالَ الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَيْسَ يُعْلَمُ بِهِمْ وَلَهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَلْقَمَةَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ نَحْوَهُ وَزَادَ كَذَلِكَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَمِعْتُهُ مِنْ حِبِّي قَالَ نَعَمْ قُلْنَا وَمَا التُّحُوتُ قَالَ فُسُولُ الرِّجَالِ وَأَهْلُ الْبُيُوتِ الْغَامِضَةِ قُلْنَا وَمَا الْوُعُولُ قَالَ أَهْلُ الْبُيُوتِ الصَّالِحَةِ قَالَ بن بَطَّالٍ لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَحْتَاجُ إِلَى تَفْسِيرٍ غَيْرَ قَوْلِهِ

الصفحة 15