كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 13)

(قَوْلُهُ بَابٌ لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ)
كَذَا تَرْجَمَ بِالْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَيْنِ الْأَوَّلُ

[7068] قَوْلُهُ سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْريّ وَالزُّبَيْر بْنُ عَدِيٍّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ بَعْدَهَا دَالٌ وَهُوَ كُوفِيٌّ هَمْدَانِيٌّ بِسُكُونِ الْمِيمِ وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ وَيُكْنَى أَبَا عَدِيٍّ وَهُوَ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ يَلْتَبِسُ بِهِ رَاوٍ قَرِيبٍ مِنْ طَبَقَتِهِ وَهُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَرِبِيٍّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ مَكْسُورَةٌ وَهُوَ اسْمٌ بِلَفْظِ النَّسَبِ بَصْرِيٌّ يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ من رِوَايَته عَن بن عُمَرَ وَتَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هُنَاكَ مِنْ كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ قَوْلُهُ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَ فِيهِ الْتِفَاتٌ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَشَكَوْا وَهُوَ على الجادة وَوَقع فِي رِوَايَة بن أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ نَشْكُو بِنُونٍ بَدَلَ الْفَاءِ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ شَكَوْنَا إِلَى أَنَسٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ قَوْلُهُ مِنَ الْحَجَّاجِ أَيِ بن يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ الْأَمِيرِ الْمَشْهُورِ وَالْمُرَادُ شَكْوَاهُمْ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِهِ لَهُمْ وَتَعَدِّيهِ وَقَدْ ذَكَرَ الزُّبَيْرُ فِي الْمُوَفَّقِيَّاتِ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ كَانَ عُمَرُ فَمَنْ بَعْدَهُ إِذَا أَخَذُوا الْعَاصِيَ أَقَامُوهُ لِلنَّاسِ وَنَزَعُوا عِمَامَتَهُ فَلَمَّا كَانَ زِيَادٌ ضَرَبَ فِي الْجِنَايَاتِ بِالسِّيَاطِ ثُمَّ زَادَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ حَلْقَ اللِّحْيَةِ فَلَمَّا كَانَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ سَمَّرَ كَفَّ الْجَانِي بِمِسْمَارٍ فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ قَالَ هَذَا كُلُّهُ لَعِبٌ فَقَتَلَ بِالسَّيْفِ قَوْلُهُ فَقَالَ اصْبِرُوا زَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي رِوَايَتِهِ اصْبِرُوا عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ لَا يَأْتِيكُمْ عَامٌ وَبِهَذَا اللَّفْظِ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ جيد عَن بن مَسْعُودٍ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ قَالَ لَيْسَ عَامٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ وَلَهُ عَنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ قَالَ أَمْسٌ خَيْرٌ مِنَ الْيَوْمِ وَالْيَوْمُ خَيْرٌ مِنْ غَدٍ وَكَذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ قَوْلُهُ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَقَطَتِ الْوَاوُ لِلْبَاقِينَ وَثَبَتَتْ لِابْنِ مَهْدِيٍّ قَوْلُهُ أَشَرُّ مِنْهُ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ وَلِلْبَاقِينَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَعَلَى الْأَوَّلِ شرح بن التِّينِ فَقَالَ كَذَا وَقَعَ أَشَرُّ بِوَزْنِ أَفْعَلَ وَقَدْ قَالَ فِي الصِّحَاحِ فُلَانٌ شَرٌّ مِنْ فُلَانٍ وَلَا يُقَالُ أَشَرُّ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيِّ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَمِسْعَرٍ وَأَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ بِلَفْظِ لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ إِلَّا شَرٌّ مِنَ الزَّمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَكَذَا أخرجه بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ بِلَفْظِ إِلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ

الصفحة 20