كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 13)

تَكُونَ بَيَانًا لِمَا أُرِيدَ بِالْقُرْآنِ ثَالِثُهَا أَنْ تَكُونَ دَالَّةً عَلَى حُكْمٍ سَكَتَ عَنْهُ الْقُرْآنُ وَهَذَا الثَّالِث يَكُونُ حُكْمًا مُبْتَدَأً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجِبُ طَاعَتُهُ فِيهِ وَلَوْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُطَاعُ إِلَّا فِيمَا وَافَقَ الْقُرْآنَ لَمْ تَكُنْ لَهُ طَاعَةٌ خَاصَّةٌ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَقَدْ تَنَاقَضَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ لَا يُقْبَلُ الْحُكْمُ الزَّائِدُ عَلَى الْقُرْآنِ إِلَّا إِنْ كَانَ مُتَوَاتِرًا أَوْ مَشْهُورًا فَقَدْ قَالُوا بِتَحْرِيمِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَمَّتِهَا وَخَالَتِهَا وَتَحْرِيمِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ بِالرَّضَاعَةِ وَخِيَارِ الشَّرْطِ وَالشُّفْعَةِ وَالرَّهْنِ فِي الْحَضَرِ وَمِيرَاثِ الْجَدَّةِ وَتَخْيِيرِ الْأَمَةِ إِذَا عَتَقَتْ وَمَنْعِ الْحَائِضِ مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَوُجُوبِ الْكَفَّارَةِ عَلَى مَنْ جَامَعَ وَهُوَ صَائِمٌ فِي رَمَضَانَ وَوُجُوبِ إِحْدَادِ الْمُعْتَدَّةِ عَنِ الْوَفَاةِ وَتَجْوِيزِ الْوُضُوءِ بِنَبِيذِ التَّمْرِ وَإِيجَابِ الْوِتْرِ وَأَنَّ أَقَلَّ الصَّدَاقِ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَتَوْرِيثِ بِنْتِ الِابْنِ السُّدُسَ مَعَ الْبِنْت واستبراء المسببة بِحَيْضَةٍ وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ وَلَا يُقَادُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَأَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنَ الْمَجُوسِ وَقَطْعِ رِجْلِ السَّارِقِ فِي الثَّانِيَةِ وَتَرْكِ الِاقْتِصَاصِ مِنَ الْجُرْحِ قَبْلَ الِانْدِمَالِ وَالنَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الكالىء بالكالىء وَغَيرهَا مِمَّا يَطُولُ شَرْحُهُ وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا آحَادٌ وَبَعْضُهَا ثَابِتٌ وَبَعْضُهَا غَيْرُ ثَابِتٍ وَلَكِنَّهُمْ قَسَّمُوهَا إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ تَفَاصِيلُ يَطُولُ شَرْحُهَا وَمَحَلُّ بَسْطِهَا أُصُولُ الْفِقْهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

(قَوْلُهُ بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ جَابِرٍ وَهُوَ الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْجِهَاد وَقَوله

[7261] حفظته من بن الْمُنْكَدِرِ يَعْنِي مُحَمَّدًا وَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ يَعْنِي السَّخْتِيَانِيَّ يَا أَبَا بَكْرٍ هِيَ كُنْيَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَيُكْنَى أَيْضًا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ أَخٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْكَدِرِ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ وَقَوْلُهُ نَدَبَ أَيْ دَعَا وَطَلَبَ وَقَوْلُهُ انْتَدَبَ أَيْ أَجَابَ فَأَسْرَعَ وَقَوْلُهُ فَتَتَابَعَ كَذَا لَهُمْ بِمُثَنَّاتَيْنِ وَلِلكُشْمِيهَنِيِّ فَتَابَعَ بِتَاءٍ وَاحِدَةٍ وَقَوْلُهُ بَيْنَ أَحَادِيثَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ قَوْلُهُ قُلْتُ لِسُفْيَانَ يَعْنِي بن عُيَيْنَةَ وَالْقَائِلُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ فِيهِ قَوْلُهُ فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ يَوْمَ قُرَيْظَةَ قُلْتُ لَمْ أَرَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِلَفْظِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ إِلَّا عِنْدَ بن مَاجَهْ فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن وَكِيع كَذَلِك فَلَعَلَّ بن الْمَدِينِيِّ حَمَلَهُ عَنْ وَكِيعٍ فَقَالَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجِهَادِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَفِي الْمَغَازِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي المناقب وبن مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَمُسْلِمٌ أَيْضًا وَالنَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ

الصفحة 239