كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 13)

الْعُثْمَانِيَّةِ وَيَسْأَلُهُ تَوْجِيهَ رَجُلٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ فَوجه بن الْحَضْرَمِيِّ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ جَارِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ بَعْدَ أَنْ غلب وَحرق بن الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ مَعَهُ اسْتَنْفَرَ النَّاسَ بِأَمْرِ عَلِيٍّ فَكَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرَةَ تَرْكُ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ كَرَأْيِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَدَلَّ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى أَبِي بَكْرَةَ لِيُلْزِمُوهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْقِتَالِ فَأَجَابَهُمْ بِمَا قَالَ قَوْلُهُ قَالَ عبد الرَّحْمَن هُوَ بن أَبِي بَكْرَةَ الرَّاوِيُّ وَهُوَ مَوْصُولٌ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ قَوْلُهُ فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي هِيَ هَالَةُ بِنْتُ غُلَيْظٍ الْعِجْلِيَّةُ ذَكَرَ ذَلِكَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ فِي تَارِيخِهِ وَتَبِعَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ وَجَمَاعَةٌ وَسَمَّى بن سَعْدٍ أُمَّهُ هَوْلَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمَ وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخه وبن سَعْدٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ ولد بِالْبَصْرَةِ بعد أَن بنيت وأرخها بن زَيْدٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَذَلِكَ فِي أَوَائِلِ خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ قَوْلُهُ مَا بَهِشْتُ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَلِلكُشْمِيهَنِيِّ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَهُمَا لُغَتَانِ وَالْمَعْنَى مَا دَافَعْتُهُمْ يُقَالُ بَهَشَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى بَعْضٍ إِذَا تَرَامَوْا لِلْقِتَالِ فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا مَدَدْتُ يَدِيَ إِلَى قَصَبَةٍ وَلَا تناولتها لأدافع بهَا عني وَقَالَ بن التِّينِ مَا قُمْتُ إِلَيْهِمْ بِقَصَبَةٍ يُقَالُ بَهَشَ لَهُ إِذَا ارْتَاحَ لَهُ وَخَفَّ إِلَيْهِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَا رَمَيْتُ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَا تَحَرَّكْتُ وَقَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ الْمُرَادُ مَا أَقْبَلْتُ إِلَيْهِمْ مُسْرِعًا أَدْفَعُهُمْ عَنِّي وَلَا بِقَصَبَةٍ وَيُقَالُ لِمَنْ نَظَرَ إِلَى شَيْءٍ فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ أَوْ أَسْرَعَ إِلَى تَنَاوُلِهِ بَهَشَ إِلَى كَذَا وَيُسْتَعْمَلُ أَيْضًا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ يُقَالُ بَهَشَ إِلَى مَعْرُوفِ فُلَانٍ فِي الْخَيْرِ وَبَهَشَ إِلَى فُلَانٍ تَعَرَّضَ لَهُ بِالشَّرِّ وَيُقَالُ بَهَشَ الْقَوْمُ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ إِذَا ابْتَدَرُوا فِي الْقِتَالِ وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو بَكْرَةَ يُوَافِقُ مَا وَقَعَ عِنْدَ احْمَد من حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي ذِكْرِ الْفِتْنَةِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ كُفَّ يَدَكَ وَلِسَانَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي قَالَ فَادْخُلْ بَيْتَكَ قَالَ قُلْتُ أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي قَالَ فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ وَقُلْ رَبِّيَ اللَّهُ حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبٍ ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ قَالَ لِيُمْسِكْ بِيَدِهِ وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ لَا الْقَاتِلَ وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ خَرْشَةَ بْنِ الْحُرِّ فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَمْشِ بِسَيْفِهِ إِلَى صَفَاةٍ فَلْيَضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ ثُمَّ لِيَضْطَجِعَ لَهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ فَجَاءَ سَهْمٌ أَوْ ضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفٍ قَالَ يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ الْحَدِيثَ وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

[7079] قَوْلُهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ هُوَ بن غَزْوَانَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ قَوْلُهُ لَا تَرْتَدُّوا تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ فُضَيْلٍ بِلَفْظِ لَا تَرْجِعُوا وَسَاقَهُ هُنَاكَ أتم الحَدِيث الْخَامِس حَدِيث جرير وَهُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَوْلُهُ لَا تَرْجِعُوا كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدَ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ الْمَضْمُومَةِ نُونٌ ثَقِيلَةٌ وَأَصْلُهُ لَا تَرْجِعُونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ وَفِي أَوَاخِرِ الْمَغَازِي وَفِي الدِّيَاتِ بِلَفْظِ لَا تَرْجِعُوا وَلَيْسَ لِأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَدِّهِ فِي الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ الرَّاوِي عَنْهُ نَخَعِيٌّ كُوفِيٌّ مُتَّفَقٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ

الصفحة 29