كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 13)

وَقَدْ بَلَغَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهَا مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ قَالَتْ عَلِيٌّ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَبَايَعْتُ عَلِيًّا وَرَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ هَذِهِ عَائِشَةُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ نَزَلُوا بِجَانِبِ الْخُرَيْبَةِ يَسْتَنْصِرُونَ بِكَ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَذَكَّرْتُهَا بِمَا قَالَتْ لِي ثُمَّ أَتَيْتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ فَذَكَّرْتُهُمَا فَذَكَرَ الْقِصَّةَ وَفِيهَا قَالَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أُقَاتِلُ رَجُلًا أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ فَاعْتَزَلَ الْقِتَالَ مَعَ الْفَرِيقَيْنِ وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّهُ هَمَّ بِالتَّرْكِ ثُمَّ بَدَا لَهُ فِي الْقِتَالِ مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ ثَبَّطَهُ عَنْ ذَلِكَ أَبُو بَكْرَةَ أَوْ هَمَّ بِالْقِتَالِ مَعَ عَلِيٍّ فَثَبَّطَهُ أَبُو بَكْرَةَ وَصَادَفَ مُرَاسَلَةَ عَائِشَةَ لَهُ فَرَجَحَ عِنْدَهُ التَّرْكُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ نَزَلَ عَلِيٌّ بِالزَّاوِيَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْأَحْنَفُ إِنْ شِئْتَ أَتَيْتُكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَفْتُ عَنْكَ أَرْبَعَةَ آلَافِ سَيْفٍ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ كُفَّ من قدرت على كَفه

(قَوْلُهُ بَابُ كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ كَانَ تَامَّةٌ)
وَالْمَعْنَى مَا الَّذِي يَفْعَلُ الْمُسلم فِي حَال الِاخْتِلَاف من قبل ان يَقع الْإِجْمَاع على خَليفَة

[7084] قَوْله حَدثنَا بن جَابِرٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ قَوْلُهُ حَدَّثَنِي بُسْرٌ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بِالتَّصْغِيرِ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ وَالسَّنَدُ كُلُّهُ شَامِيُّونَ إِلَّا شَيْخَ الْبُخَارِيِّ وَالصَّحَابِيَّ قَوْلُهُ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فِي رِوَايَةِ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَن حُذَيْفَة عِنْد بن أَبِي شَيْبَةَ وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي قَوْلُهُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ يُشِيرُ إِلَى مَا كَانَ قَبْلِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْكُفْرِ وَقَتْلِ بَعْضِهُمْ بَعْضًا وَنَهْبِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَإِتْيَانِ الْفَوَاحِشَ قَوْلُهُ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ يَعْنِي الْإِيمَانَ وَالْأَمْنَ وَصَلَاحَ الْحَالِ وَاجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ حُذَيْفَةَ فَنَحْنُ فِيهِ قَوْلُهُ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ فِي رِوَايَةِ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ فِتْنَةٌ وَفِي رِوَايَةِ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عِنْد بن أَبِي شَيْبَةَ فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ قَالَ السَّيْفُ قَالَ فَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ مِنْ تَقِيَّةٍ قَالَ نَعَمْ هُدْنَةٌ وَالْمُرَادُ بِالشَّرِّ مَا يَقَعُ مِنَ

الصفحة 35