كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 13)
الملائكة ما قالت {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة آية: 30] ثم بين لهم ما بين حتى أذعنوا.
ومنها: معرفة قدر الإخلاص عند الله، وحماية الله لأهله، لقول اللعين: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [سورة الحجر آية: 40] ، فعرف عدو الله أنه لا سبيل له على أهل الإخلاص.
ومنها: أن كشف العورة مستقر قبحه في الفطر والعقول، لقوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} [سورة الأعراف آية: 20] ، وقد سماه الله فاحشة.
ومنها: أنه لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بالفجرة، بل يكون على حذر منهم، ولو قالوا ما قالوا، خصوصا أولياء الشيطان، الذين تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، فإن اللعين حلف {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [سورة الأعراف آية: 21] .
ومنها: أن زخرفة القول قد تخرج الباطل في صورة الحق، كما في الحديث: "إن من البيان لسحرا" فإن اللعين زخرف قوله بأنواع، منها: تسمية الشجرة شجرة الخلد.
ومنها: تأكيد قوله: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [سورة الأعراف آية: 21] وغير ذلك مما ذكر في القصة، فينبغي للمؤمن أن يكون من زخرف القول على حذر، ولا يقنع بظاهره حتى يعجم العود.
ومنها: أن في القصة شاهدا لما ذكر في الحديث: "إن من العلم جهلا" أي: من بعض العلم ما العلم به جهل،