كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 13)
التنبيه على جلال الله وعظمته، وكبر حقه على العبد، بختم النبي صلى الله عليه وسلم عمله بالاستغفار.
سورة العصر
سئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد، رحمهما الله تعالى، عن تفسير سورة العصر؟
فأجاب: الكلام عليها طويل، لكن نذكر لك ما ذكر أهل العلم، على سبيل الاختصار. ذكروا أن العصر هو الدهر الذي خلقه الله سبحانه; والله سبحانه له أن يقسم بما شاء من خلقه; وأما المخلوق، فلا يجوز له أن يقسم إلا بالله تبارك وتعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " 1، وجواب القسم: {إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [سورة العصر آية: 2] .
والإنسان: اسم جنس، وهم جميع بني آدم؛ ثم استثنى فقال: {إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة العصر آية: 3] بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، وأيقنوا بقلوبهم، وصدقوا أن ما أخبر الله في كتابه، وعلى ألسنة رسله، فهو الحق الذي لا مرية فيه، ولا شك فيه {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [سورة العصر آية: 3] أي عملوا بما شرعه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بجوارحهم.
ولا بد في العمل الصالح، من شرطين: الأول: أن يكون خالصا لوجه الله; الثاني: أن يكون على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ
__________
1 البخاري: الشهادات (2679) ، ومسلم: الأيمان (1646) ، وأحمد (2/11) ، ومالك: النذور والأيمان (1037) ، والدارمي: النذور والأيمان (2341) .