كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 13)
وهو محل تسلط الأرواح الخبيثة.
الثالث: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [سورة الفلق آية: 4] وهذا من شر السحر، فإن النفاثات السواحر اللاتى يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة، حتى ينعقد ما يردن من السحر; والنفاثات مؤنث، أي: الأرواح والأنفس، لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة.
الرابع: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [سورة الفلق آية: 5] وهذا يعم إبليس وذريته، لأنهم أعظم الحساد لبني آدم أيضا، وقوله: {إذا حسد} لأن الحاسد إذا أخفى الحسد، ولم يعامل أخاه إلا بما يحبه الله، لم يضره.
[تفسير سورة الناس]
وقال أيضا الشيخ محمد رحمه الله: تفسير سورة الناس:
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما قوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [سورة الناس آية: 1] فقد تضمنت أيضا ذكر ثلاثة: الأول: الاستعاذة وقد تقدمت; الثاني: المستعاذ به; والثالث: المستعاذ منه; فأما المستعاذ به، فهو الله وحده لا شريك له، رب الناس الذي خلقهم، ورزقهم ودبرهم، وأوصل إليهم مصالحهم، ومنع عنهم مضارهم.
مَلِكِ النَّاسِ} [سورة الناس آية: 2] أي: المتصرف فيهم، وهم عبيده ومماليكة، المدبر لهم، كما يشاء الذي له القدرة والسلطان