كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 13)

طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ المجدح" 1 [51:3]
__________
1 عتاب بن حنين روى عنه اثنان ووثقه المؤلف، وروى له النسائي، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين غير إبراهيم بن بشار: وهو الرمادي، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو حافظ سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي "751"، وأحمد 3/7، والنسائي 3/165 في الاستسقاء: باب كراهية الاستمطار بالكوكب، عن سفيان، بهذا الإسناد وفي رواية النسائي: "خمس سنين"
وأخرجه الدارمي 2/314، والنسائي في "عمل اليوم ولليلة" "926"، وأبو يعلى "1312" من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، به، وفيه: "عشر سنين"
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/362و368و421، ومسلم "72"، وعن زيد بن خالد الجهني تقدم عند ابن حبان برقم "188".
وقوله: "مطرنا بنوء المجحدح"، قال في "النهاية": الأنوء: هي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} ، ويسقط في الغرب كل ثلاثة عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون: مطرنا بنوء كذا. وإنما سمي نوءا، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءاً، أي: نهض وطلع.
وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء، لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد بقوله: "مطرنا بنوء كذا" أي: في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز، أي: إن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات.

الصفحة 501