كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)
الفصل الثاني العقل والروح والنفس
إن نعم اللّه على الإنسان كثيرة ... وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم: من الآية 34)، ولكن أهم نعمة هي هذه التركيبة العجيبة التي مكنت الإنسان من اقتحام ما حوله وولوج العلوم والتقنيات الهائلة التي نراها ونتعامل معها يوميا وهي العقل، علما أن كل هذه التقنيات هي بواقع الحال محاكاة وتقليد لما حولنا من مخلوقات حية كانت أم جامدة ولا يوجد لحد الآن أي تقنية أو مكتشف أو جهاز لم يستفد من الأفكار والأحوال التي حولنا ولم يحاكي أو يقلد ما نراه ونحسه ونتعامل معه يوميا، فالحاسبة تحاكي العقل البشري وتقلده، والطائرة تحاكي الطيور وهكذا مما لا حصر له، أضف إلى ذلك المواد الخام التي تحول الفكرة إلى واقع استخدامي واللازمة لصناعة الأجهزة والمعدات والتقنيات كلها مستخرجة من الأرض أو من خلطها مع مواد صناعية اكتشفها الإنسان من واقع التجربة والبحث وهي كلها إما من بحار الأرض أو باطنها وما تحويه من كنوز أو مما تجلبه النيازك والشهب من مواد كونية أو ما تجلبه المحطات والسفن الفضائية من مواد لأغراض البحث والدراسة، بل إنه حتى الذكاء الذي بواسطته تم اختراع واكتشاف هذه التقنيات كلها جاءت وكما اكتشف مؤخرا بفعل فعاليات شمسية معينة تؤثر على حياة الإنسان ودورته البيولوجية وحسب صيغة عجيبة. ففي دراسة أجراها علماء روس نشرتها مجلة سبوتنك الروسية أثبت العالم الروسي (البروفيسور إدليس) في أثناء تحليله المفصل للتطور الذي جرى على (الفيزياء النظرية) استطاع إثبات الفرضية القائلة بأن الاكتشافات العلمية كانت تسير بموجب نمط معين .. إذ لاحظ التواريخ التي نبغ فيها العلماء (هايجنر) و (لايبنتز) و (نيوتن) و (لومونوسوف) و (كولومب) و (فاراداي) و (ماكسويل) ونشروا أعمالهم .. لاحظ انتظاما زمنيا معينا: اكتشافات بارعة حصلت في مراحل زمنية أطوالها (11) سنة - وهذه مدة نشاط (المجموعة الشمسية) ذاتها .. ويقول الخبر أيضا:
نحن نعلم جميعا أن دورات الطبيعة (كدوران الكواكب وحركة الشمس وتغير