كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)

يكون في الجو أعلى مقدار من الإشعاعات «1»، فما ذا نستنتج من هذا البحث؟.
إن كل العلماء الذين ظهروا وسيظهرون والذين اكتشفوا النظريات العظيمة كانوا يولدون وينتجون إنتاجهم الذي يتصوره العامة بأنه نهاية العالم ويصوغون من حوله الكتابات والتعليقات ويذهبون إلى ما يذهبون إليه من تعصب لتلك النظرية أو تلك، جاء وفق نسق وناموس وقانون أمر به اللّه سبحانه وتعالى وسنّه في الآفاق والأكوان ليسخره للإنسان كي ييسر عليه حياته، ونحن الآن نحاول فهمه بالمراقبة ثم ندعي عند كل نظرية تظهر على يد عالم بأنه يفسر لنا أصل الإنسان أو نفسيته أو أصل الكون وما إلى ذلك وأن هذه النظرية قد انتهى العلم عندها وتوقف وأنها لا جدال فيها حتى يأتي آخر بعد فترة زمنية أخرى ليدحض الأول ويقول أنا وليس غيري وهكذا .. أ ليس هذا باللّه عليكم أمر مضحك؟.
إن بعض العلماء يرون أن الموجات الإلكترونية التي تشكل بنية المادة، كما هو معروف الآن يمكن أن تكون موجات احتمالية ( Waves of Probability) من غير وجود مادي مهما كان نوع هذا الوجود. ويتفق علماء آخرون مثل ادينغتون وجينز على أن الطبيعة النهائية للكون هي طبيعة عقلية، وفي هذا يقول ادينغتون ((إن مادة العالم هي مادة عقلية)) ويردف ((إن المادة العقلية ليست منتشرة عبر المكان والزمان بل إن المكان والزمان جزء من المخطط الدوري الذي هو في نهاية المطاف مشتق من المادة العقلية نفسها)). أما جينز فيذهب مسافة أبعد ويعتبر العالم كله طبيعة عقلية كاملة، بل يجعله فكرة في ذهن اللّه .. وأحدث النظريات التي طرحها عدد من كبار العلماء في مطلع السبعينيات ونشرت خطوطها العريضة مجلة العلم والحياة الفرنسية وترجمتها مجلة النور المغربية تقول بالمقابل أو المعادل اللامادي للتراكيب المادية في البيئة السديمية والذرية على السواء، وأنه ما من إلكترون أو بروتون أو نيوترون أو جسم كوني كذلك إلا وتتواجد قبالته معادلاته اللامادية «2».
______________________________
(1) مقال نشرته جريدة الثورة العراقية بعددها 9541، الأربعاء 8/ 7/ 1998، 14/ ربيع الأول/ 1419 ه، نقلا عن البحث الأصلي المنشور في مجلة سبوتنك العلمية الروسية.
(2) مدخل إلى موقف القرآن الكريم من العلم، د. عماد الدين خليل، ص 16 - 17، نقلا عن كتاب -

الصفحة 12