كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)

فإنني أدعوه أولا إلى الذهاب لدراسة قانون الاحتمالات ونظرية الاحتمالات وهي نظرية معروفة في علم الرياضيات والإحصاء لها قوانينها وتجاربها، ليفهمها جيدا ثم يطبق كلامه هذا (الصدفة) عليها ليرى كم يحتاج إلى دقة حصول الحادثة المعينة في الزمن والمكان المطلوبين، وكم تكون احتمالية حدوث هذا الحدث، ثم يأتي ليحدثنا بالصدفة، فالكلام الفلسفي سهل، ولكن التطبيق العلمي هو الحاسم.
مؤخرا تم اكتشاف علاقة وطيدة بين الزلازل التي تحصل في داخل الشمس بالانفجارات النووية التي تحصل على سطحها ومن ثم تأثيرات ذلك على الأحياء على الأرض. اكتشف هذا الأمر باحثين عديدين في مجال فيزياء الشمس في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم رصد مبالغ ضخمة لهذا العمل العملاق تتعلق بمراقبة الزلازل والبراكين الشمسية، ومن أهمها وأخطرها تأثير الانفجارات النووية الشمسية على البشر وتصرفاتهم لما تبعثه من اشعاعات كهر ومغناطيسية «1».
في العقود الأولى من القرن العشرين كان أغلب العلماء يستهزءون بموضوع الروح وأثرها في عالمنا، وعرفوا الإنسان على أنه مادة فقط، ثم ما لبث هذا الاعتقاد طويلا حتى أصبح التصور الحديث - مدعوما بتجارب وأبحاث طويلة وكتب ألفت حول هذا الموضوع - يجزم بوجودها وأثرها بحيث أصبح الكثير من العلماء يطلبون إعادة صياغة العلوم بإدخال البعد الروحي الذي أهمل سابقا وأثبتت البحوث أنه على درجة كبيرة من الأهمية ..
في العام 1935 م قدم عالم الجملة العصبية (أدلس) بحثه الذي لخص فيه نظريته بوجود الروح في الإنسان وأنه لا يمكن أن يكون مكون من مادة فقط وذلك بعد عدة أعوام من البحوث التي أجراها على حيوانات مختلفة، فاستهزأ به العالم الكبير (بنفيلد) على أساس أن هذا الكلام هراء وأن الإنسان مادة فقط تفنى بموته ووعده بأنه سيبحث على الإنسان خاصة ليثبت له خطأ نظريته.
______________________________
(1) خبر أذاعته إذاعة صوت أمريكا بتاريخ 23/ 3/ 2000 م والتقت به مع الباحثين في هذا العمل.

الصفحة 14