كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)
الوقت الطويل آمن بما قاله (أدلس) أن الإنسان فيه روح لا يستطيع العلم معرفة كينوناتها وماهيتها، وكان من ضمن ما توصل له بعد هذه البحوث المعقدة التي أجراها على كل أجزاء الدماغ البشري وتعرف خلالها على كل وظائفه أن الإرادة والعقيدة والإيمان ليست من ضمن اختصاصات الدماغ، إذ لا يوجد فيه أي مكان مخصص لمثل هذه الأمور. ثم أتى بعدهما (د. مودي) الذي بحث في تقنية خروج الروح من الجسد ليؤكد حقيقة وجود الروح في الإنسان بعد دراسته للمرضى الذين يتوقف قلبهم للحظات، ثم يعاد عمل القلب باستخدامات تقنية معينة فأثبت أن هؤلاء المرضى يمرون ب 11 مرحلة قبل رجوعهم إلى الوضع الطبيعي وأن شيئا ما يخرج منهم ثم يعود، وهذه البحوث مثبتة وموثقة بشكل علمي رصين ومنشورة في أرصن المجلات العالمية «1» ..
ومؤخرا تبنى علماء روس في الأعوام الخمسة الأخيرة من القرن العشرين محاولة دراسة إمكانية قياس وزن الروح وكانت بعض محاولاتهم تبشر بوجود أمل لهذا معتمدين على إمكانات نظرية وعملية وحقلية معقدة في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات «2».
وفي بحث آخر أجري مؤخرا في الولايات المتحدة حول أثر (الدعاء بالشفاء) الذي يدعوه أهل المرضى لمرضاهم، أثبت الباحثون أن نسبة شفاء المرضى الذين يدعى لهم بالشفاء أكثر من أصحابهم من الذين لم يجرى لهم هذا الدعاء بحوالي 10 خ، على الرغم من أن الفريقين أصيبوا بنفس المرض ونفس التقنيات والإجراءات الطبية للعلاج، واستنتجوا أن هذه النسبة هي نسبة الأثر الروحي للدعاء ونقاوة القلب «3».
كل هذه الأدلة تدل على أن أمام الإنسان أشواط طويلة من العلوم ليلجها وأن من يعتقد أنه قد وصل إلى الدرجة العلمية التي تؤهله بأن يستهزأ بأي شيء حتى ولو كان خرافة - حسب اعتقاده - قبل أن يدرسه ويتمحص منه ويصبر على البحث وإن طال
______________________________
(1) محاضرة الدكتور أحمد عدنان اختصاص الجملة العصبية.
(2) خبر نشرته الصحف العراقية في صيف عام 1998 لم أستطع الحصول على نسخة الصحيفة التي قرأت الخبر فيها، إلا أن الخبر كان نقلا عن مجلة سبوتنك الروسية الشهيرة في عددها الذي نشر قبيل هذا التاريخ.
(3) نشر هذا البحث في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 م.