كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)

إن أهم موضوع يجب أن نضعه في ذاكرتنا عند قراءتنا لأي مصدر في موضوع الإعجاز هو أن القرآن العظيم هو الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن أي نظرية قديمة أو حديثة في أي مجال من مجالات العلوم وما ستطرأ من تغييرات عليها أو ما سيكون في المستقبل من علوم ونظريات هي حصيلة الفكر البشري وهذا الفكر هو نتيجة لفهم الإنسان لعقله الذي خلقه اللّه سبحانه وتعالى، هذا العقل الذي أثبت العلم الحديث أنه لم يتم لحد الآن إلا استغلال 15 - 20 خ فقط منه وأن أكثر من 80 خ من أسراره وإمكانياته غير مستغلة من الناحية الوظيفية والعملياتية، فكل ما نحن فيه من تقدم علمي وتقني هو حصيلة فهمنا لهذه النسبة من المخ البشري، وأن كل هذه النظريات قديمها وحديثها حتى آخرها ((الاستنساخ البشري والتناغم البايولوجي)) وغيرها هي من هذه الحصيلة وكل ما سيأتي من نظريات وتطبيقات خصوصا ونحن مقبلون على عصر الاتصالات وما فيه من معلومات هائلة قد تؤدي إلى نشوء نظريات تحدث ثورات في العلوم بشتى أنواعها وتؤدي بالتالي إلى استغلال وفهم أكثر للمخ البشري من النسبة السابقة هذه، وبالتالي تؤدي إلى معلومات ونظريات أكثر، وهكذا، وهي قابلة للدحض والتطوير والإلغاء والتعديل حسب تطور البشر ومعلوماتهم وقابلياتهم على جمع المعلومات كما حصل لنظرية أينشتاين حيث إنه في بعض اشتقاقاته أثبت أنه لا وجود لشيء اسمه فعل ورد فعل في الكون، وأن كل ذلك هو بسبب الموجات والإشعاعات وهذا دحض لنظريات نيوتن في الحركة والجاذبية وغيرها مع أن الأخيرة لا زالت تدرس وتطبق وتبنى عليها نظريات وتطبيقات تقنية على أعلى مستوى وهكذا نرى أن العقل البشري مستمر باكتشاف نفسه.
فبعد مضي 15 عاما من الدراسة وبمساعدة فريق عمل بحثي متخصص عمل معه أعلن البروفسور (آرثر فريدمان) أستاذ جراحة الجملة العصبية في كلية الطب بجامعة كولورادو الأمريكية التسليم بدون قيد أو شرط للدماغ البشري بسبب عدم استطاعته فك رموزه وأسراره وتكوينه وطريقة عمله في حل إشارات الحواس الخمسة التي ترد إليه «1».
إن كل ما نتصوره علما عظيما ونهائيا هو ليس كذلك حتى بالنسبة لعقولنا التي
______________________________
(1) جريدة الجمهورية العراقية، الاثنين، 13 صفر 1491، 8 حزيران 1998 م، الصفحة الأخيرة.

الصفحة 18