كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وما تَهْوَى الْأَنْفُسُ ولَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (23)، (النجم: 23).
كما وجاءت بصيغة نفسك 9 مرات منها ما يخص الذات الإلهية، ويلاحظ من أن النفس والأنفس فيما يتعلق بالبشر جاءت مقترنة مع الأعمال الإرادية حسنة أم سيئة، فهي تمثل أوامر عقلية إرادية تأمر الشخص بفعل كذا وكذا، فهي ربيبة ظروف الشخص وبيئته وما اكتسبه منها من عادات وتصرفات. فهذه النفس أما هادية للإنسان أو مهلكة إياه لذلك فهي التي تستحق المجازاة إما بالثواب أو بالعقاب، لذلك يصفها صلّى اللّه عليه وسلّم بأنها أكبر أعداء الإنسان وعلى الإنسان أن يجاهدها ولا يستجيب لكل طلباتها، فيربيها على الفضيلة وعدم اتباع شهواتها التي لا تنتهي.
وحول التأثير الذي أشرنا إليه في بداية الفصل من أن هناك تأثيرات بيولوجية وفيزيولوجية للإشعاعات القادمة من الكواكب والأفلاك والنجوم على البشر والحيوانات والنبات، وخصوصا على ذكاءه وهو ما عرضناه من بحث الفريق الروسي وكذلك المؤتمر الذي عقد في أمريكا نهايات عام 2000 م، وكذلك ما أكدته البحوث من أن الهيجانات الجنسية والجرائم تزداد عند اكتمال القمر تمام البدر وعلاقة ذلك بظاهرة المد والجزر في السوائل الأرضية كالمحيطات والبحار والأنهار وكذلك سوائل الجسم البشري، بالإضافة إلى تأثير الظلمات على السلوك البشري والحيواني. فإن القرآن الكريم شخص أيضا هذا الأمر وعلم رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم كيفية الاستعاذة من هذه الأشياء كلها ومن أمور السحرة والشياطين وأهل الظلمات وشرور الحيوانات المفترسة والجن وسيئي البشر، بقوله تعالى في المعوذتين:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) ومِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5) (الفلق).
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ (6) (الناس).