كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)
النفس نفسا لتولد النفس منها واتصاله بهما كما سموا الروح روحا لأن الروح موجود به وقال الزجاج لكل إنسان نفسان إحداهما نفس التمييز وهي التي تفارقه إذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللّه كما قال اللّه تعالى والأخرى نفس الحياة وإذا زالت زال معها النفس والنائم يتنفس قال وهذا الفرق بين توفي نفس النائم في النوم وتوفي نفس الحي، قال ونفس الحياة هي الروح وحركة الإنسان ونموه يكون به والنفس الدم وفي الحديث ما ليس له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه وروي عن النخعي أنه قال كل شيء له نفس سائلة فمات في الإناء فإنه ينجسه أراد كل شيء له دم سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه أي دم).
2 - تفسير البيضاوي (ج/ 5، ص 69): (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها أي يقبضها عن الأبدان بأن يقطع تعلقها عنها وتصرفها فيها إما ظاهرا وباطنا وذلك عند الموت أو ظاهرا لا باطنا وهو في النوم فيمسك التي قضى عليها الموت ولا يردها إلى البدن وقرأ حمزة والكسائي قضي بضم القاف وكسر الضاد والموت بالرفع ويرسل الأخرى أي النائمة إلى بدنها عند اليقظة إلى أجل مسمى هو الوقت المضروب لموته وهو غاية جنس الإرسال وما روي عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن في ابن آدم نفسا وروحا بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس التي بها العقل والتمييز، والروح التي بها النفس والحياة فيتوفيان عند الموت وتتوفى النفس وحدها عند النوم قريب مما ذكرناه إن في ذلك من التوفي والإمساك والإرسال لآيات دالة على كمال قدرته وحكمته وشمول رحمته لقوم يتفكرون في كيفية تعلقها بالأبدان وتوفيها عنها بالكلية حين الموت وإمساكها باقية لا تفنى بفنائها وما يعتريها من السعادة والشقاوة والحكمة في توفيها عن ظواهرها وإرسالها حينا بعد حين إلى توفي آجالها أم اتخذوا بل اتخذت قريش من دون