كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)
اللّه شفعاء تشفع لهم عند اللّه قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم جمادات لا تقدر ولا تعلم).
3 - تفسير الطبري (ج/ 34، ص/ 9): (قال يجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات فيتعارف منها ما شاء اللّه أن يتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجسادها، حدثنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي في قوله اللّه يتوفى الأنفس حين موتها قال تقبض الأرواح عند نيام النائم فتقبض روحه في منامه فتلقى الأرواح بعضها بعضا أرواح الموتى وأرواح النيام فتلتقي فتساءل قال فيخلي عن أرواح الأحياء فترجع إلى أجسادها وتريد الأخرى أن ترجع فيحبس التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى قال إلى بقية آجالها حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله اللّه يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها قال فالنوم وفاة فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى التي لم يقبضها إلى أجل مسمى وقوله إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون يقول تعالى ذكره إن في قبض اللّه نفس النائم والميت وإرساله بعد نفس هذا ترجع إلى جسمها وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرة وعظة لمن تفكر وتدبر وبيانا له أن اللّه يحيي من يشاء من خلقه إذا شاء ويميت من شاء إذا شاء).
هذه الآية توضح لنا كيف أن النائم كالميت في خروج فعل الإرادة منه وكذلك إمكانية موته أثناء النوم. ولم يتمالك رئيس جمعية الباراسايكولوجي البريطانية - وهو رئيس قسم الفيزياء النووية في إحدى الجامعات البريطانية - نفسه عند ما قرأت عليه الآية أثناء أحد مؤتمرات الإعجاز في القاهرة إلا أن يقول: (خلال 30 عاما أردت من أبحاثي على ميكانيكية الأحلام أن أعطي تفسيرا بهذه الدقة والبلاغة فلم أستطع)، ثم أسلم الرجل على ملأ من قومه.
أما القصص القرآني في الأحلام والرؤى فنلاحظه من الآيات المباركات:
إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا ولَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ ولَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ولكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (43) (الأنفال: 43) ... هنا رؤية النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في يوم بدر، ويلاحظ أهمية تأثير الرؤيا على الحالة النفسية والمعنويات القتالية للجند، وهو