كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)

قوله تعالى ولَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ ولَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ولكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (43)، وهذا ما لاحظته مختبرات علم النفس والأحلام حديثا ولكن المتكلم هو العليم بذات الصدور، فسبحانه وتعالى عما يشركون.
من خلال التجارب وجد أن الأحلام قد تتحقق آنيا، أو بعد زمن طال أم قصر أو لا تتحقق أو قد تكون تخبطات لا معنى لها. وهذه الأنواع ذكرها لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة قبل أن يتوصل إليها العلم التجريبي الحديث. فالنوع الأول يتضمنه معنى الآية الكريمة:
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) (الصافات: 102).
فهذه رؤى الأنبياء التي لا تخطئ، ومنها رؤى سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهي عديدة، ومنها ما ذكرنا في شأن رؤيا يوم بدر التي ثبتها الكتاب العزيز.
النوع الثاني هي التي قد يطول الزمن في تحقيقها أو يقصر، فأما التي يطول فهي في قوله تعالى:
إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (4) (يوسف: 4) .. ثم تحققت له رؤياه فيما بعد ولكن بعد زمن طويل.
وأما التي تحققت ولكن بعد زمن قصير فهو في قوله تعالى:

الصفحة 34