كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 13)

الصدقة ويقبل الهدية وعنده خاتم النبوة على ظهره كما وصف له أرض يثرب مع أنه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يكن قد هاجر إليها بعد، فذهب الرجل إلى المدينة المنورة بعد أن سأل عنها وكان صلّى اللّه عليه وسلّم في طريقه إليها وعند وصوله صلّى اللّه عليه وسلّم واستقبال أهل المدينة له فجاءه أحدهم عارضا عليه بعض التمرات من باب التصدق فرفض صلّى اللّه عليه وسلّم ثم أهدى إليه أحدهم هدية فقبلها، فلم يبق إلا العلامة الثالثة فتقدم صلّى اللّه عليه وسلّم من سلمان وكان لا يعرفه، فقال له: عمّ تبحث؟، عن الخاتم؟، فكشف عن ظهره الشريف وأراه الخاتم فخر سلمان صعقا لهول الموقف، وبعد أن أفاق أسلم وحسن إسلامه وظل من كبار الصحابة حتى موته.
3 - الجلاء البصري: من كتاب اللّه تعالى هناك ما رآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في رحلة الإسراء والمعراج والتي ثبتها القرآن الكريم بقوله تعالى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) (الإسراء: 1) .. وفي سورة النجم: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (6) وهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (7) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (10) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (11) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (12) ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (14) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَاوى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (16) ما زاغَ الْبَصَرُ وما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18). وهنا يتضح قوله تعالى (النجم: 17 - 18) ما زاغَ الْبَصَرُ وما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18)، أي ليس في المسألة زيغ بصر بل هي معجزات وآيات عظيمة جليت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
في قوله تعالى في سورة الروم: الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)، (الروم). ما يدل على الغيب المستقبلي الذي أطلعه اللّه تعالى لنبيه في نص قرآني محكم، وهو من إعجاز القرآن الغيبي كما ذكرنا في الكتاب الأول الخاص بالتاريخ. وهذا ليس جلاء بصريا يتعلق ببشر كما يتوهم البعض لأنه وحي لغيب سيحصل في مستقبل قدره بضع سنين - أي من ثلاث إلى تسع سنين - ، ولكنه تأشير

الصفحة 43