كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 13)

1971- عبد الله بْن أَحْمَد بْن سعيد، أَبُو مُحَمَّد الرباطي المروزي [1] :
سافر مع أبي تراب النخشبي، وَكَانَ الجنيد يمدحه ويقول: هو رأس فتيان خراسان، وَكَانَ كريما حسن الخلق.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [2] الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن على [3] بن ثابت، قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلي الوراق، حَدَّثَنَا عَلي بْن عبد الله بْن الحسن الهمذاني، حَدَّثَنَا الخلدي، [قَالَ:] [4] حدثني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد، قَالَ:
حدثني مصعب بْن أَحْمَد بْن مصعب، قَالَ: قدم أَبُو مُحَمَّد المروزي [5] إلى بغداد يريد مكة، فكنت أحب أن أصحبه، فأتيته فاستأذنته في الصحبة، فلم يأذن لي في تلك السنة، ثم قدم سنة ثانية وثالثة فأتيته فسلمت عليه وسألته [6] فَقَالَ: اعزم على شرط يكون أحدنا الأمير لا يخالفه الآخر، فقلت: أنت الأمير! فَقَالَ: يا أبا مُحَمَّد لا! بل أنت الأمير! فقلت: أنت أسن وأولى! فَقَالَ: نعم، ولا يجب أن تعصيني! فقلت:
نعم! فخرجت معه، فكان إذا حضر الطعام يؤثرني فإذا عارضته بشيء [7] قَالَ: ألم أشترط عليك أن لا تخالفني؟ فكان هذا دأبنا، حتى ندمت على صحبته لما يلحق نفسه من الضرر، فأصابنا في بعض الأيام مطر شديد [8] ونحن نسير، فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد اطلب الميل، فلما رأينا الميل قَالَ لي: اقعد في أصله! فأقعدني في أصله، وجعل يديه على الميل وهو قائم [قد حنا] [9] عَلي وعليه كساء قد تجلل به يظللني
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 374. والبداية والنهاية 11/ 97) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[3] في ص: «أخبرنا ابن ثابت» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «أبو علي المروزي» .
[6] في ك: «فأتيته فسلمت عليه واستأذنته» .
[7] في ك: «فإذا عارضته في شيء» .
[8] في ت: «المطر الشديد» .
[9] ما بين المعقوفتين: بياض في ت. وفي ك: «وانحنى» .

الصفحة 18