كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 13)

ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
غزو الْقَاسِم بْن سيما الصائفة، وتم الفداء في بلد الروم على يدي مؤنس الخادم، وتأخرت الأمطار في هذه السنة، وزاد السعر.
قَالَ ثَابِت بْن سنان المؤرخ: ورأيت في صدر أيام المقتدر ببغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين، وَكَانَ لها كفان بأصابع تامة متعلقان في رأس كتفيها [1] لا تعمل بهما شيئا، وكانت تعمل أعمال اليدين برجليها ورأسها تغزل برجليها وتمد الطاقة وتسويها [وتسرح امرأة وتغلفها برجليها] [2] ورأيت امرأة أخرى بعضدين وذراعين وكفين إلا أن كل واحد من الكفين ينخرط ويدق إذا فارق الزندين حتى ينتهي إلى رأس دقيق يمتد فيصير إصبعا واحدة [3] ، وكذلك رجليها على هذه الصورة، ومعها ابنة لها على مثل صورتها.
وفي هذه السنة [4] تولى الْقَاسِم بْن سيما غزاة الصائفة، وورد الخبر أن أركان البيت غرقت من السيول [5] ، وأن زمزم فاضت ولم ير ذلك قبلها. وحج بالناس في هذه السنة [6] الفضل بْن عبد الملك.
__________
[1] في ك، ص: «معلقتان رأس كتفيها» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[3] في ت: «يمتد ويصير إصبعا واحدة» .
[4] في ص، ك، والمطبوعة: «وفيها» .
[5] في ك: «أن البيت غرق من السيول» .
[6] في ك: «وفي هذه السنة حج بالناس» . وفي ص، والمطبوعة: «وفيها حج بالناس» . وما أثبتناه من ت.

الصفحة 93