كتاب فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (اسم الجزء: 13)

يقصدونه تحت أرجلهم، ولهذا قال تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} . وقال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". ولما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أين الله" قال: في السماء. قال: "من أنا". قالت: أنت رسول الله. فقال: "هي مؤمنة وأمر بعتقها". هذا من جهة الفطرة.
وأما من ناحية العقل فإن العلو صفة كمال وعكسه صفة النقص، والعقل يقضي بأن الله موصوف بصفات الكمال والجلال على وفق ما جاء في الكتاب والسنة، فإنه تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . {ولم يكن له كفوا أحد} . وقد عرف ذلك بعقله وفطرته فرعون، قال تعالى حكاية عنه: {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فاطلع إلى إليه موسى وإني لأظنه كاذباً} . وكشف الله سبحانه وتعالى سريرة فرعون لموسى وبين أن ذلك إنما كان من باب القول وأنه مصدق في فرارة نفسه. فقال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا} .
5- ومما ورد في إثبات صفة الضحك لله جل وعلا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة". ومما ورد في إثبات صفة الفرح له تبارك وتعالى ما أخرج الشيخان والترمذي بأسانيدهم إلى ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة مع راحلته عليها طعامه وشرابه وضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الجوع والعطش قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعديه فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فلله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".
6- وأما بيان نصوص كثير من الأئمة في هذا الباب فمن ذلك: ما روى أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" عن الأوزاعي قال: سئل محكول والزهري عن تفسير الأحاديث؟ فقال: أمروها كما جاءت. وروى الخلال أيضاً عن الوليد بن مسلم، قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات؟ فقالوا أمرها كما جاءت.

الصفحة 136