كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

وقال الداودي: فيه دليل عَلَى أن معنى الآية: كتب عليكم رمضان كما كتب عَلَى الذين من قبلكم صيام، وفيه ردٌّ عَلَى عطاءَ وقتادةَ في قولهما: كتب عَلَى أوائل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام من كل شهر (¬1). وقيل: إن في يوم عاشوراء ست عشرة فضيلة.
واختلف في السبب الموجب لصيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء، فروي أنه كان يصومه في الجاهلية (¬2).
وفي البخاري عن ابن عباس: قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ فرأى اليهودَ تصومه قالوا: يومٌ صالح نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهِم فصامه موسى. فقال: "نحن أحق بموسى منكم" (¬3).
ويحتمل أن تكون قريش كانت تصومه كما في حديث عائشة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يصومه معهم قبل أن يبعث، فلما بعث تركه، فلما هاجر أعلم أنه من شريعة موسى فصامه وأمر به، فلما فُرض رمضان (¬4)، فيجمع بهذا بين الحديثين.
¬__________
(¬1) رواهما الطبري 2/ 136 (2734، 2737).
(¬2) سيأتي برقم (2002)، باب: صيام يوم عاشوراء، ورواه مسلم (1125) كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء.
(¬3) سيأتي برقم (2004).
(¬4) كذا في الأصل وجواب الشرط (تركه) محذوف.

الصفحة 17