كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

وقال وكيع في قوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ (24)} [الحاقة: 24] هي أيام الصوم، إذ تركوا الأكل والشرب فيها (¬1)، ثم هذا كله إنما يكون فيما خلص لله تعالى من الرياء، ويدل عليه أيضًا قوله - صلى الله عليه وسلم - عن الله تعالى أنه قَالَ: "من عمل عملًا أشرك فيه غيري فهو له، وأنا أغنى الشركاء عن الشرك" (¬2) فجعل عمل الرياء لغيره، وجعل ما خلص من الرياء له تعالى.
¬__________
= وقال البيهقي في "الزهد الكبير" (984)، والحافظ في "اللسان" 5/ 152: قال أبو علي النيسابوري: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثوري اهـ.
وقال الألباني في "الضعيفة" (499) منكر.
والموقوف رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" 1/ 374 (718) وقال: صحيح، والطبراني 9/ 104 (8544)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 446 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 74 (48) -وقال: روي من وجه آخر غير قوي مرفوعًا- و 7/ 123 (9717)، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/ 22 وقال: هذا موقوف صحيح، وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 57: رجاله رجال الصحيح.
وقال البيهقي في "الزهد الكبير" (984): الصحيح المعروف أنه من قول ابن مسعود، وقال في "الآداب" (932) رويناه عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا، والموقوف أصح، وقال الحافظ: روي موقوفًا بسند صحيح، ومرفوعًا ولا يثبت رفعه اهـ. "فتح الباري" 1/ 48 بتصرف.
(¬1) رواه بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/ 148 في ترجمة الحسن بن صالح بن حي (448)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 318 (3949) لكنه عن عبد العزيز بن رفيع. قوله، وكذا عزاه السيوطي أيضًا في "الدر المنثور" 6/ 411 لابن المنذر وابن عدي في "الكامل" والبيهقي في "الشعب".
(¬2) رواه مسلم برقم (2985) كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله. من حديث أبي هريرة.

الصفحة 25