كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

وعنه: إذا كان يوم القيامة يحاسبُ الله العبد، فيؤدي ما عليه من المظالم من سائر أعماله الصالحة، حَتَّى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم بالصوم، فيدخله الجنة (¬1) (¬2)، وبنحوه ذكره ابن العربي.
قَالَ القرطبي (¬3): وكنت أستحسنه حَتَّى ذكرت حديث المقاصة،
¬__________
(¬1) جاء على هامش النسخة (م) ما نصه: وهذا الحديث رواه البيهقي وغيره وهو قول ابن عيينة. [قلت "المحقق": تقدم تخريجه].
(¬2) رواه البيهقي في "سننه" 4/ 274 - 275 كتاب: الصيام، باب: من كره السواك بالعشي ... ، 4/ 305، باب: في فضل شهر رمضان وفضل الصيام على سبيل الاختصار، وفي "شعب الإيمان" 3/ 295 (3582) عن إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي، عن أبيه قال: سمعت رجلًا يسأل سفيان بن عيينة فقال: يا أبا محمد ما تقول في ما يرويه النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن ربه تعالى: كل عمل ابن آدم له ..... الحديث.
فقال ابن عيينة: هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا كان يوم القيامة ..... قوله.
(¬3) جاء على هامش النسخة (م) ما نصه: قال شيخ الإسلام ابن حجر ردًا على القرطبي: قلت: يمكن تخصيص الصيام من ذلك، ويستدل له بما رواه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة، عن أبي هريرة رفعه: "كل العمل كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [قلت "المحقق": انظر "المسند" 2/ 467] وكذا رواه أبو داود ولفظه: "قال ربك تبارك وتعالى: كل العمل كفارة إلا الصوم" [قلت "المحقق": رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" 4/ 227 (2607)] ورواه قاسم بن أصبغ عن شعبة ولفظه: "كل ما يعمله ابن آدم كفارة له إلا الصوم" [قلت "المحقق": رواه ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 60 من طريق قاسم بن أصبغ عن محمد بن الجهم عن روح عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، به] وقد أخرجه المصنف -يعني: البخاري- في التوحيد عن آدم بلفظ: يرويه عن ربكم قال: "لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به" [قلت "المحقق": سيأتي برقم (7538)] وكذا رواه أحمد من طريقه. [قلت "المحقق": انظر: "مسند أحمد" 2/ 457 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، به] انتهى كلام ابن حجر. [قلت "المحقق": انتهى من "فتح الباري" 6/ 109]

الصفحة 26