أخذ في خطبته (¬1) وسمع عمر رجلًا يستعيذ بالله من الفتنة، فقال له: أتدع الله أن لا يرزقك مالًا وولدًا؟! فاستعذ بالله من مضلات الفتن (¬2).
وقال ابن مسعود: لا يقل أحدكم اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الفتنة، فليس أحد إلا وهو مشتمل عَلَى فتنة؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَآ أَمْوَلُكُم وَأَولَدُكمُ فِتنَةٌ} (¬3) [الأنفال: 28] فأيكم استعاذ فليستعذ باللهِ من مضلات الفتن، ومن فتنة الأهل الإسراف والغلو في النفقة عليهن والشغل بأمورهن عن كثير من النوافل، وفتنته في ماله أن يشتد سروره
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (1109) كتاب: الصلاة، باب: الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث، والترمذي (3774) كتاب: المناقب، وقال: حسن غريب، والنسائي 3/ 108 كتاب: الجمعة، نزل الإمام عن المنبر قبل فراغه، وابن ماجه (3600) كتاب: اللباس، باب: لبس الأحمر للرجال، وأحمد 5/ 354، وفي "فضائل الصحابة" 2/ 966 (1358)، وابن أبي شيبة 6/ 282 (32179) كتاب: الفضائل، ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما، وابن أبي الدنيا في "العيال" 1/ 341 (179)، وابن خزيمة 3/ 151 - 152 (1801)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 287 وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والبيهقي في "سننه" 6/ 165، وفي "شعب الإيمان" 7/ 466 (11016)، وابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 505 (805)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 12 - 13، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/ 403. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1016) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(¬2) رواه ابن أبي شيبة 7/ 459 (37207) كتاب: الفتن، من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها.
(¬3) رواه الطبري في "تفسيره" 6/ 217 (15926) وابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1685 (8984)، والطبراني 9/ 189 (8931)، من طريق المسعودي عن القاسم عن عبد الله، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 324 لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، وفي 6/ 345 لابن المنذر والطبراني، وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 220: رواه الطبراني، بإسناده منقطع وفيه المسعودى وقد اختلط.