وشبيه بهذا حديث الحماني عن مبارك بن سعيد عن أبي المحبر يرفعه: "من عال ابنتين أو أختين أو خالتين أو عمتين أو جدتين، فهو معي في الجنة" (¬1)
لا يقال: إن النفقة إنما تسوغ في الجهاد والصدقة، فكيف تكون في باب الصلاة والصيام، لأنهما أفعال جسمية، لأن معنى زوجين أراد نفسه وماله.
والعرب تسمي ما يبذله الإنسان من نفسه واجتهاده نفقة، فيقول أحدهم فيما تعلم من العلم أو صنعه من سائر الأعمال: أنفقت في هذا عمري، وبذلت فيه نفسي، فتكون النفقة عَلَى هذا الوجه في باب الصلاة والصيام من الجسم بإتعابه، لا يقال: كيف تكون النفقة في ذَلِكَ زوجين؟
وإنما نجد الفعل في هذا الباب نفقة الجسم لا غير؛ لأن نفقة المال مقترنة بنفقة الجسم في ذَلِكَ؛ لأنه لا بد للمصلي وللصائم من قوت يقيم
¬__________
= وابن حبان 10/ 501 - 503 (4643 - 4645) كتاب: السير، باب: فضل النفقة في سبيل الله، والطبراني في "الكبير" 2/ 154 - 155 (1644 - 1645)، وفي "الأوسط" 4/ 109 (3734)، 5/ 148 (6047)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 86 كتاب: الجهاد، وقال: حديث صحيح الإسناد، وصعصعة بن معاوية من مفاخر العرب، والبيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 211 - 212 (3345)، 4/ 33 (4272)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 186، والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (567).
(¬1) رواه الطبراني 22/ 385 (959)، وقال الهيثمي في "المجمع" 8/ 157: فيه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف. قلت: قال عنه الحافظ في "التقريب" (7591): حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. وفي الباب عن أنس، رواه مسلم (2631) كتاب: البر والصلة، باب: فضل الإحسان إلى البنات، بلفظ: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة، أنا وهو، وضم أصابعه.