كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

ثانيها:
فيما ذكره دلالة واضحة أنه لا يُكره أن يقال جاء رمضان، ولا صمنا رمضان، وهو ما اختاره هو والمحققون، وكان عطاء ومجاهد يكرهان أن يقال: رمضان، وإنما يقال كما قَالَ تعالى: {شَهرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185] لأنا لا ندري لعل رمضان اسم من أسماء الله تعالى (¬1)، وحكاه البيهقي عن الحسن أيضًا قَالَ: والطريق إليه والتي مجاهد ضعيفة (¬2)، وهو قول أصحاب مالك، قَالَ النحاس: وهذا قول ضعيف؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - نطق به، فذكر ما ذكره البخاري ثم قَالَ: والأحاديث كثيرة في ذَلِكَ.
وفي "المصنف" من حديث الفضل الرقاشي عن عمه عن أنس مرفوعًا: "هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنان" الحديث (¬3) ولأبي داود بإسناد جيد من حديث أبي بكرة قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقولن أحدكُم: إني قمت رمضان كله، أو صمته كله" قَالَ: فلا أدري أكره التزكية، أو قَالَ: لا بد من نومة أو رقدة (¬4).
¬__________
(¬1) رواه عنهما الطبري 2/ 150 (2818)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 334 لوكيع والطبري.
(¬2) "سنن البيهقي" 4/ 202.
(¬3) "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 271 (8871) في الصيام، ما ذكر في فضل رمضان ..
(¬4) أبو داود (2415) في الصوم، باب من يقول صمت رمضان كله، ورواه أيضًا النسائي 4/ 130 في الصيام، الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان، وأحمد 5/ 40، 41، 48، 52، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (409 - 410)، والبزار في "البحر الزخار" 9/ 104 (3643)، وابن حبان 8/ 224 (3439) في الصوم، باب فضل رمضان، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة مرفوعًا.
قلت: وقول المصنف: رواه أبو داود بإسناد جيد، فيه نظر؛ لأن الحسن رواه عن =

الصفحة 53