كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

ورمضان أفضل الأشهر، وإنما يكره أن يقال: قد (¬1) جاء رمضان، ودخل رمضان، وحضر، ونحو ذلك.
قلت: قد روى البخاري -كما سلف- "إذا دخل رمضان" و"إذا جاء رمضان"، وأما ما رُوِي عن ابن عباس أن يهوديًّا سأل: لم سمي رمضان؟ فقال: لأن الذنوب ترمض فيه إرماضًا، أي: يحرقها ويذهبها، فواهٍ، فيه جماعةٌ متهمون.
وفي بعض كتب الترغيب والترهيب من حديث عائشة: "أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين، وغفرها لهم" (¬2) وعن أنس نحوه (¬3).
وقوله: ("أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ") يجوز فيه فتح الهاء. حكاه ابن دحية، والمشهور الإسكان، قَالَ ابن سيده: الشهر: القمر، سمي بذلك لشهرته (يعني في الثبوت) (¬4) وظهوره، وسمي الشهر بذلك؛ لأنه يشهر بالقمر (¬5).
ثالثها:
قالَ ثعلب: رمضان شهر حر ترمض فيه الإبل، فلا يقدرون عَلَى المسير. قَالَ ابن سيده: جمعه رمضانات ورماضين (¬6)، وذكر غير ذَلِكَ.
وقال المطرز: كره مجاهد أن يجمع رمضان، ويقول: بلغني أنه اسم من أسماء الله تعالى (¬7).
¬__________
(¬1) من (ج).
(¬2) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 334 لابن مردويه والأصبهاني في "الترغيب".
(¬3) عزاه في "الدر المنثور" 1/ 334 لابن مردويه والأصبهاني في "الترغيب".
(¬4) كتبت في الأصل بين السطور.
(¬5) "المحكم" 4/ 133.
(¬6) "المحكم" 8/ 138.
(¬7) رواه الطبري 2/ 150 (2818)، وعزاه في "الدر المنثور" 1/ 334 لوكيع وابن جرير.

الصفحة 55