كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

قال حذيفة: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة: مسجد مكة، والمدينة، والأقصى. وقال سعيد بن المسيب: لا اعتكاف إلا في مسجد نبي (¬1).
وفي "الصوم" لابن أبي عاصم بإسناده إلى حذيفة: لا اعتكاف إلا في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2).
¬__________
(¬1) رواه بهذا اللفظ ابن أبي شيبة 2/ 338 (9672) لكنه عن سعيد بن المسيب، وكذا رواه عنه أيضًا عبد الرزاق 4/ 346 (8008) بلفظ: إلا في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا سيأتي ذكره عن حذيفة.
(¬2) قلت: روى الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" كما في "تحفة الأخيار" 3/ 82 (1500)، والإسماعيلي في معجم "شيوخه" 2/ 720 - 721 (336)، والبيهقي 4/ 316، والذهبي في "تاريخ الإسلام" 24/ 270، وفي "السير" 15/ 81 من طريق سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل قال: قال حذيفة لعبد الله [يعني ابن مسعود]: عكوف بين دارك ودار أبي موسى لا تغير، وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" وفي رواية بزيادة: "المسجد الحرام ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومسجد بيت المقدس" وفي رواية: "لا اعتكاف إلا في المسجد الحرام -أو قال- إلا في المساجد الثلاثة" فقال عبد الله: لعلك نسيت وحفظوا، أو أخطأت وأصابوا.
قال الذهبي في "السير": صحيح غريب عال.
وقال الألباني في "الصحيحة" (2786): إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ورواه سعيد بن منصور كما في "المحلى" 5/ 195، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" 2/ 109 (1181) من طريق سفيان، عن جامع بن أبي راشد، عن شقيق بن سلمة قال: قال حذيفة لعبد الله بن مسعود: قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة -أو قال- مسجد جماعة".
قال ابن حزم: هذا شك من حذيفة أو ممن دونه، ولا يقطع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشك، ولو أنه - عليه السلام - قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة لحفظه الله تعالى علينا.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" 4/ 348 (8016)، والفاكهي في "أخبار مكة" =

الصفحة 616