كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 13)

فائدة:
قوله: (وكان المسجد على عريش) قال صاحب "العين": العريش: شبه الهودج، وعرش البيت: سقفه (¬1). وقال الداودي: كان الجريد قد بسط فوق الجذوع بلا طين فكان المطر يسقط منه داخل المسجد، وكان - عليه السلام - لما بنى مسجده أخرج قبور المشركين وقطع النخل التي كانت فيه، فجعل منها سواري وجذوعًا، وألقى الجريد عليها، فقيل له بعد ذَلِكَ: يا رسول الله ألا تبنيه؟ قال: "عريش كعريش موسى! " (¬2).
فرع: الجديد من قولي الشافعي: أنه لا يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها وهو المعتزل المهيأ للصلاة، ووافقنا مالك وأحمد، والقديم وفاقًا لأبي حنيفة: نعم، وبه قال النخعي والثوري وابن علية (¬3). وعلى هذا ففي صحة اعتكاف الرجل في مسجد بيته وجهان: أصحهما المنع (¬4).
فرع: للمعتكف قراءة القرآن والحديث والعلم، وأمور الدين، وسماع العلم، خلافًا لمالك (¬5)، وعن ابن القاسم: لا يجوز له عيادة المريض ولا مدارسة العلم، ولا الصلاة على الجنازة (¬6) خلافًا لابن
وهب (¬7).
¬__________
(¬1) "العين" 1/ 249.
(¬2) تقدم تخريج هذا الحديث باستيفاء في حديث (428)، وانظره في "الصحيحة" (616).
(¬3) انظر هذِه المسألة في: "المبسوط" 3/ 119، "النوادر والزيادات" 2/ 88، "البيان" 3/ 574 - 575، "المغني" 4/ 464.
(¬4) انظر "البيان" 3/ 575.
(¬5) انظر: "النوادر والزيادات" 2/ 93.
(¬6) انظر: "الذخيرة" 2/ 539.
(¬7) انظر: "النوادر والزيادات" 2/ 93، و"الذخيرة" 2/ 539.

الصفحة 620